[13] الصوم كنَوْعٍ من النُّسك والزُّهد في الجسديات
إذا كان الصوم هو:
(1) زهد ونسك: وضبط للجسد فلا نعطي الجسد ما يطلبه أو يحبه أو ما يشتهيه فيقول الرسول مار بولس في هذا:
«فَإنَّ الَّذِينَ هُمْ حَسَبَ الْجَسَدِ فَبِمَا لِلْجَسَدِ يَهْتَمُّونَ، وَلكِنَّ الَّذِينَ حَسَبَ الرُّوحِ فَبِمَا لِلرُّوحِ. لأَنَّ اهْتِمَامَ الْجَسَدِ هُوَ مَوْتٌ، وَلكِنَّ اهْتِمَامَ الرُّوحِ هُوَ حَيَاةٌ وَسَلاَمٌ. لأَنَّ اهْتِمَامَ الْجَسَدِ هُوَ عَدَاوَةٌ للهِ» (رومية8: 5-7).
«وَكُلُّ مَنْ يُجَاهِدُ يَضْبُطُ نَفْسَهُ فِي كُلِّ شَيْءٍ... أَقْمَعُ جَسَدِي وَأَسْتَعْبِدُهُ، حَتَّى بَعْدَ مَا كَرَزْتُ لِلآخَرِينَ لاَ أَصِيرُ أَنَا نَفْسِي مَرْفُوضًا.» (1كورنثوس9: 25-27)
← انظر كتب أخرى للمؤلف هنا في موقع الأنبا تكلا هيمانوت.
(2) تقوية الروح: لتَغْلِبَ شهوات الجسد. وفي هذا يقول مار بولس الرسول: «اسْلُكُوا بِالرُّوحِ فَلاَ تُكَمِّلُوا شَهْوَةَ الْجَسَدِ. لأَنَّ الْجَسَدَ يَشْتَهِي ضِدَّ الرُّوحِ وَالرُّوحُ ضِدَّ الْجَسَدِ، وَهذَانِ يُقَاوِمُ أَحَدُهُمَا الآخَرَ، حَتَّى تَفْعَلُونَ مَا لاَ تُرِيدُونَ.» (غلاطية5: 17،16)
فالصوم إفناء تدريجيٌّ للجسد وتجديدٌ وتقْويةٌ تدريجيَّةٌ للروح، حتى أن القديس بولس قال: «لِذلِكَ لاَ نَفْشَلُ، بَلْ وَإنْ كَانَ إنْسَانُنَا الْخَارِجُ (الجسد) يَفْنَى، فَالدَّاخِلُ (الروح) يَتَجَدَّدُ يَوْمًا فَيَوْمًا» (2كورنثوس4: 16).
وفَناء الجسد هنا ليس بمعنى الموت؛ لأن تجديد الروح عند ذلك سيكون معناه القيامة، وهذا يحدث في لحْظة، وليس تدريجيًّا يوما فيومًا.
أما المعنى المقصود هنا:
فَنَاء الإنسان الخارجي (أو الجسد)، يتبَعُه تَجْديدٌ تدريجيٌّ للإنسان الداخلي (أو الروح)، يحدث يومًا فيومًا. فالجهاد الروحي في الصوم هو إفناء تدريجي للجسد، يتبعه تجديدٌ وتنشيطٌ للروح يومًا فيومًا.
الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع
https://st-takla.org/books/fr-youhanna-fayez/biblical-proof-1/fasting-paul-asceticism.html
تقصير الرابط:
tak.la/bfh3rrh