[8] صوم الكنيسة في أنطاكية: صوم روحي وصوم شكر
أسس الرب يسوع الصوم في الكنيسة المسيحية بقوله «حِينَ يُرْفَعُ الْعَرِيسُ عَنْهُمْ، فَحِينَئِذٍ يَصُومُونَ فِي تِلْكَ الأَيَّامِ» (متى9: 15، لوقا 5: 35)، (مرقس2: 20). وفعلًا بعد صعود السيد المسيح وحلول الروح القدس مباشرةً بدأ الصوم في الكنيسة وسَجَّلَ سفر الأعمال:
«وَكَانَ فِي أَنْطَاكِيَةَ فِي الْكَنِيسَةِ هُنَاكَ أَنْبِيَاءُ وَمُعَلِّمُونَ: بَرْنَابَا، وَسِمْعَانُ الَّذِي يُدْعَى نِيجَرَ، وَلُوكِيُوسُ الْقَيْرَوَانِيُّ، وَمَنَايِنُ الَّذِي تَرَبَّى مَعَ هِيرُودُسَ رَئِيسِ الرُّبْعِ، وَشَاوُلُ. وَبَيْنَمَا هُمْ يَخْدِمُونَ الرَّبَّ وَيَصُومُونَ، قَالَ الرُّوحُ الْقُدُسُ: "أَفْرِزُوا لِي بَرْنَابَا وَشَاوُلَ لِلْعَمَلِ الَّذِي دَعَوْتُهُمَا إلَيْهِ". فَصَامُوا حِينَئِذٍ وَصَلُّوا وَوَضَعُوا عَلَيْهِمَا الأَيَادِيَ، ثُمَّ أَطْلَقُوهُمَا.» (أعمال13: 1-3)
هذه الآيات المقدسة تُشير إلى صومين:
فنعمة اشتراك الروح القدس في العمل في الكنيسة.
سبقها صومٌ: «وَبَيْنَمَا هُمْ يَخْدِمُونَ الرَّبَّ وَيَصُومُونَ» (أعمال13: 2)
وتَبِعها صوم: «فَصَامُوا حِينَئِذٍ وَصَلُّوا» (أعمال13: 3).
← انظر كتب أخرى للمؤلف هنا في موقع الأنبا تكلا هيمانوت.
يتضح أن الصوم ليس لمجرد الطلب، حتى لو كان هذا الطلب روحي. فإن كان الآباء الرُّسُل قد صاموا؛ ليطلبوا اشتراك الله في العمل، فهُم بعد أن استجاب الله طِلْبتهم، وتدخَّل الروح القدس واختار رُسُلًا جددًا، صاموا أيضًا شُكرًا لله الذي اشترك معهم في العمل، وطلبًا لاستمرار عمل نعمته معهم ومع الرُّسُل الجُدد.
وكان الصوم نوعًا من العبادة والحياة الروحية حتى أن الكتاب قال: «وَبَيْنَمَا هُمْ يَخْدِمُونَ الرَّبَّ وَيَصُومُونَ». إنه عمل روحي مثل الخدمة تمامًا؛ ليشترك الله معهم في رعاية الكنيسة.
الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع
https://st-takla.org/books/fr-youhanna-fayez/biblical-proof-1/fasting-antioch.html
تقصير الرابط:
tak.la/vks9tfc