تظهر هيبة هذا السِّرِّ في حديث الرسول بولس حول الاستعداد المطلوب للتقدم للسر، وجزاء من يتناول بدون استعداد.
يقول القديس بولس الرسول: «إذًا أَيُّ مَنْ أَكَلَ هذَا الْخُبْز، أَوْ شَرِبَ كَأْسَ الرَّبِّ، بِدُونِ اسْتِحْقَاق، يَكُونُ مُجْرِمًا فِي جَسَدِ الرَّبِّ وَدَمِهِ. وَلكِنْ لِيَمْتَحِنِ الإنْسَانُ نَفْسَهُ، وَهكَذَا يَأْكُلُ مِنَ الْخُبْزِ وَيَشْرَبُ مِنَ الْكَأْسِ. لأَنَّ الَّذِي يَأْكُلُ وَيَشْرَبُ بِدُونِ اسْتِحْقَاق يَأْكُلُ وَيَشْرَبُ دَيْنُونَةً لِنَفْسِهِ، غَيْرَ مُمَيِّزٍ جَسَدَ الرَّبِّ.» (1كورنثوس11: 27-29)
إننا نسأل ما معنى عبارة «بِدُونِ اسْتِحْقَاق»؟ التي تكررت مرتين إذا كان الخبز لا يزال خبزًا والخمر لا يزال كما هو، ما معنى أن نأكل خبزًا ونشرب خمرًا بِدُونِ اسْتِحْقَاق؟ فليس من المعقول، إذا لم يتحول الخبز إلى جسد الرب.
أهو عدل الله أن «يَكُونُ مُجْرِمًا فِي جَسَدِ الرَّبِّ وَدَمِهِ»، من يأكل خبزًا عاديًا بِدُونِ اسْتِحْقَاق واستعداد روحي؟! ويقال عنه «يَأْكُلُ وَيَشْرَبُ دَيْنُونَةً لِنَفْسِهِ»!
وهل يقال عن إنسان يأكل خبزًا مهما كان هذا الخبز، أنه «غَيْرَ مُمَيِّزٍ جَسَدَ الرَّبِّ»؟! على العكس، لو كان الخبز لم يزل خبزًا والخمر لم يزل خمرًا لكان الذين يتناولون منهما بلا استعداد هم الذين يميزون جَسَدَ الرَّبِّ
يقول الرسول:
«وَلكِنْ لِيَمْتَحِنِ الإنْسَانُ نَفْسَهُ:
وَهكَذَا يَأْكُلُ مِنَ الْخُبْزِ وَيَشْرَبُ مِنَ الْكَأْسِ.» (1كورنثوس11: 28)
فيجب على من يتقدم لِسِرِّ الِافْخَارِسْتِيَا أن يفحص ضميره ويَمْتَحِنِ نَفْسَهُ جيدًا هل هو مستعد؟ وإلا صار «مُجْرِمًا فِي جَسَدِ الرَّبِّ وَدَمِهِ»، وجلب على نفسه الدَيْنُونَة.
هذه العبارات:
«يَأْكُلُ وَيَشْرَبُ بِدُونِ اسْتِحْقَاق.» (1كورنثوس11: 29)
«يَأْكُلُ وَيَشْرَبُ دَيْنُونَةً لِنَفْسِهِ.» (1كورنثوس11: 29)
«مُجْرِمًا فِي جَسَدِ الرَّبِّ وَدَمِهِ.» (1كورنثوس11: 27)
«غَيرَ مُمَيّزٍ جَسَدَ الرَّبِّ.» (1كورنثوس11: 29)
«لِيَمْتَحِنِ الإنْسَانُ نَفْسَهُ، وَهكَذَا يَأْكُلُ» (1كورنثوس11: 28)
عبارات تعطينا فكرة أننا لا نأْكُلُ خبزًا ولا نشرب خمرًا، إنما نأْكُلُ جَسَدِ الرَّبِّ ونشرب وَدَمِهِ. الأمر الذي يتفق مع هذه الرهبة وتلك والتحذيرات كما يحتاج الإنسان إلى امتحان نَفْسهُ قبل أن يتناول منهما.
← انظر كتب أخرى للمؤلف هنا في موقع الأنبا تكلا هيمانوت.
يحدد الرسول جزاء من يتناول «جَسَدِ الرَّبِّ وَدَمِهِ بِدُونِ اسْتِحْقَاق» بجزاءين أحدهما أبدي والآخَر أرضي وزمني.
الجزاء الأبدي: «يَأْكُلُ وَيَشْرَبُ دَيْنُونَةً لِنَفْسِهِ» (1كورنثوس11: 29)
الجزاء الأرضي: «مِنْ أَجْلِ هذَا فِيكُمْ كَثِيرُونَ ضُعَفَاءُ وَمَرْضَى، وَكَثِيرُونَ يَرْقُدُونَ» (1كورنثوس11: 30)
عجبًا. فمن يتناول بِدُونِ اسْتِحْقَاق يمكن أن يُجَازِيَهُ الرب بالمرض، بل «وَكَثِيرُونَ يَرْقُدُونَ»، هذا فضلًا عن الجزاء الأبدي يوم الدينونة.
الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع
https://st-takla.org/books/fr-youhanna-fayez/biblical-proof-1/eucharist-fear.html
تقصير الرابط:
tak.la/t7d22yq