مكتبة الكتب المسيحية | كتب قبطية | المكتبة القبطية الأرثوذكسية

كتاب الخط الاجتماعي عند آباء الكنيسة الأولى - القمص تادرس يعقوب ملطي

51- الصلاة من أجل الدولة

 

الصلاة من أجل كل البشرية وصية إنجيلية، يلتزم المؤمن أن يمارسها، لا كواجبٍ، وإنما كثمرةٍ طبيعةٍ لمشاركة مسيحه الحب لجميع الناس. هذا ويوصي الرسول بالصلاة من أجل الملوك والرؤساء، وكل الذين في مركز قيادي. لأنهم كقادة يحتاجون إلى حكمة سماوية لقيادة الخاضعين لهم بروح الحب والأبوَّة، لصالح البشرية. كما في سلامهم سلام للكنيسة وطمأنينة. فلا نعجب من قول الرسول:""فأطلب أول كل شيء أن تقام طلبات وصلوات وابتهالات وتشكرات لأجل جميع الناس. لأجل الملوك وجميع الذين هم في منصب، لكي نقضي حياة مطمئنة هادئة في كل تقوى ووقارٍ. لأن هذا حسن ومقبول لدى مخلصنا الله" (1 تي 2: 1-3).

جدير بالملاحظة أن الكنيسة في بدء انطلاقها لم تدخل في التيار السياسي وبقيت هكذا بالنسبة لبعض الكنائس كالكنيسة القبطيّة الأرثوذكسيّة، لكنها تشعر بالمسئوليّة نحو رجال السياسة كقادة لهم دورهم في حياة البشر، وأيضًا في حياة الكنائس المحليّة، خاصة إن كان القادة يضطهدون الكنيسة ويقاومون الإيمان.

يقول العلامة ترتليان إن المسيحيين في الواقع يصلون عن الأباطرة ووزرائهم والولاة التابعين لهم، وذلك من أجل حفظ العالم، وسلام الدولة[35].

* صلّوا لأجل الملوك (والرؤساء) (1 تي2: 2)، والسلاطين والأمراء، صلّوا من أجل كل الذين يضطهدونكم ويبغضونكم، ومن أجل أعداء الصليب، حتى تكون ثمرتكم واضحة للجميع، وتكونوا كاملين فيه (المسيح)[36].

القدّيس بوليكاربوس الشهيد

* نحن نتضرع إلى الله الأبدي، الله الحقيقي، الإله الحي، من أجل صحة رؤسائنا..

يليق بهم أن يدركوا ممن نالوا سلطانهم، إنهم كبشرٍ يعلمون ممن نالوا الحياة ذاتها. إنهم مقتنعون أنه هو الله الوحيد، وعلى قوته يعتمدون تمامًا..

St-Takla.org Image: The Prayer of Peace for the Church, president, and country - from the Holy Liturgy by Rev. Father Takla William, the priest of Saint TaklaHaymanout Coptic Orthodox Church, Ibrahimia, Alexandria, Egypt - Photograph by Michael Ghaly for St-Takla.org, March 24, 2012 صورة في موقع الأنبا تكلا: أوشية السلام: الصلاة من أجل الكنيسة، الرئيس، الدولة - من قداس قدس أبونا القس تكلا وليم، كاهن كنيسة الأنبا تكلاهيمانوت القبطية الأرثوذكسية بالإبراهيمية بالإسكندرية، 24 مارس 2012 - تصوير مايكل غالي لموقع الأنبا تكلا هيمانوت

إليه نحن المسيحيون نرفع أعيننا ونبسط أيادينا إذ نحن أبرياء، ورؤوسنا مكشوفة إذ لسنا في حاجة أن نخجل، وأخيرًا بدون حاجة إلى من يحثنا، لأننا نصلي من القلب، ونتضرع دومًا من أجل كل أباطرتنا. نطلب لهم حياة طويلة، وإمبراطورية هادئة، ومسكنًا آمنًا، وجيوشًا قوية، ومجلس شيوخ مُخلصًا، وعالمًا في سلامٍ وكل ما يشتهيه هذا الإنسان وقيصر[37].

العلامة ترتليان

أوضحت رسالة القديس إكليمنضس الروماني نظرة الكنيسة للدولة، كما ذكرنا أيضًا هنا في موقع الأنبا تكلا هيمانوت في مواضِع أخرى. فبينما كان إكليمنضس وشعبه يذوقون المر من الإمبراطور دومتيان، إلاَّ أنّه في ختام رسالته إلى أهل كورنثوس يقدم صلاة من كل قلبه تتسم بالخضوع؛ والحب لكل سكان الأرض، والخضوع لرؤساء الأرض وحكامها.

يقول[38] Robes [إن سُموّ هذه الصلاة يكون له معنى خاص، إن تذكّرنا أنّها قُدّمت من أجل دومتيان (مضطهد الكنيسة)!]

* هب لنا وكل السالكين على الأرض سلامًا وأُلفة، كما أعطيت آباءنا الذين دعوك في الإيمان، والحق مع القداسة، لكي نطيع اسمك القدير كلي القداسة، ونخضع لرؤسائنا والحكام على الأرض.

أنت أيّها السيّد، بقوّتك العظيمة غير المنطوق بها، وهبتهم سلطانًا ليحكموا، حتى نعرف الكرامة والمجد اللذين أعطيتهم، ونخضع لهم، في طاعة لإرادتك.

هب لهم أيّها الرب الصحّة والسلام والاتفاق والاستقرار حتى يمارسوا سلطتهم التي وهبتهم في غير محاباة.

أنت أيّها السيّد السماوي، ملك كل العصور، تهب لبني البشر الكرامة والمجد والسلطان على ما هو على الأرض.

وجّه أيّها الرب مشوراتهم وفقًا لما هو للخير، وما هو مرضي لديك، حتى متى استخدموا السلطان الذي أعطيتهم بروح السلام والوداعة يربحون صلاحك[39].

القديس إكليمنضس الروماني

_____

الحواشي والمراجع لهذه الصفحة هنا في موقع الأنبا تكلاهيمانوت:

[35] Tertullian: Apology 39:2.

[36] Letter to Ephesians, ch. 12.

[37] Tertullian: Apology 30: 1: 4.

[38] G. J. H. Robes: The New Ms. of Clement of Rome, in the Persb. Quarterly and Princeton Review, N.Y. 1877, p. 349.

[39] 1 Clement 60: 4- 61:2.

التزامات المسيحيين نحو الدولة

الخط الاجتماعي عند آباء الكنيسة الأولى كتب القمص تادرس يعقوب ملطي

الكنيسة سند للدولة

---