عرّف القديس يوحنا الذهبي الفم الكنيسة بأنها "الحياة الجديدة" التي نتمتع بها خلال شركتنا مع ربنا يسوع. فالمسيحية في جوهرها ليست مجموعة من العقائد نعتنقها ونتعصب لها. لكنها هي حياة جديدة واحدة يعيشها المؤمن كعضوٍ حيٍ في الكنيسة، حيث يختبر عمل الله الآب محب البشر خلال الخلاص الذي قدمه كلمة الله المتجسد على الصليب، وعمل روحه القدوس الذي يشَّكلنا لنصير أيقونة حية للسيد المسيح. بمعنى آخر، المسيحية هي تمسك بالحق الإلهي والعقيدة السليمة، مترجمة عمليًا في أعماقنا الداخلية خلال التهاب الحق الصادق فينا، ومعلنة خلال سلوكنا مع الغير.
يصعب علينا أن نحدد الخط الاجتماعي للكنيسة الأولى كما لو كان في معزلٍ عن الخط الروحي أو الثقافي أو غيره، كما ذكرنا أيضًا هنا في موقع الأنبا تكلا هيمانوت في مواضِع أخرى. إنما هو خط واحد متكامل، وخبرة حياة مُعاشة.
لقد جاءت كتابات الكنيسة الأولى المبكرة تكشف عن هذه الوحدة في الحياة، فليس من فصلِ بين الحياة الروحية الشخصية الخفية والحياة الكنسية الجماعية الملتهبة بالروح. وليس من فصلٍ بين علاقة المسيحي مع الله وبين علاقته باخوته بني البشر عامة والمؤمنين خاصة. وليس من عزلٍ بين نموه الروحي واهتمامه بنموه الدراسي، ولا بين تقديس النفس وتقديس العقل، وأيضًا الجسد والحواس والعواطف!
لهذا عندما نحاول تسجيل الخط الاجتماعي عند آباء الكنيسة الأولى يليق بنا ألا نعزله عن بقية جوانب الحياة ككلٍ!
الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع
https://st-takla.org/books/fr-tadros-malaty/patristic-social-line/new-life.html
تقصير الرابط:
tak.la/rc5z4rv