الرهبنة عشق روحي لربّنا يسوع، فهي عطاء القلب والنفس وكل الطاقات، لأنها تكريس القلب بالكامل لله وازدراء بالعالم لأجل محبة خالق العالم. لذلك فالراهب بهذا المفهوم يحب كل الناس، فيتصدّق ويرحم إخوته ولو بالنيّة، على أن يترجم هذه النيّة عمليًا في صلواته وأعماله قدر ما يهبه الرب من إمكانيات، لأن الراهب الذي مات عن العالم، لا يملك حتى الكتاب المقدس الذي يقرأ فيه.
* سُئل أنبا أنطونيوس: ”هل جيدٌ أن يكتفي الراهب بنفسه فلا يأخذ من الإخوة ولا يعطيهم“؟ فقال: ”إذا تمسّك الراهب بذلك فهو يعيش بلا تواضع ولا رحمة، فيبتعد من الخيرات المعدَّة للمتواضعين والرحماء“.
* وسألوه أيضًا إن كان جيدًا أن يكتفي الراهب بنفسه فلا يخدم أحدًا ولا يدع أحدًا يخدمه؟ فقال: ”إنّ الرب علّمنا أن نخدم إخوتنا كما يخدم العبيد مواليهم (أي سادتهم)، وذلك عندما شدَّ وسطه وغسل أرجل تلاميذه، فلا نمتنع من أن نخدم، لأنّ بطرس لما امتنع عن غسل رجليه قال له: "إن لم أغسلك فلن يكون لك معي نصيب" (يو13: 4-8)“.
* واظب على عمل يديك ما استطعت وذلك لتعمل منه صدقة، لأنه مكتوب: "إن الرحمة تطهر الخطايا".
_____
[127] لمزبد من أقال الآباء في هذا الشأن راجع الحب الأخوي، 2004، باب 5، ف 8.
الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع
https://st-takla.org/books/fr-tadros-malaty/patristic-social-line/monasticism.html
تقصير الرابط:
tak.la/6pb9rtq