يتساءل البعض: ماذا يقصد الرسول بولس بقوله: "لتخضع كل نفس للسلاطين الفائقة، لأنه ليس سلطان إلا من الله والسلاطين الكائنة هي مرتبة من الله. حتى أن من يقاوم السلطان يقاوم ترتيب الله، والمقاومون سيأخذون لأنفسهم دينونة" (رو 13 : 1-2)؟
هل يعني هذا أن كل حاكم، حتى وإن كان شريرًا، هو مُقام من الله؟
المُقام من الله النظام، بضرورة وجود رؤساء وحكام، وليس الأشخاص أنفسهم.
* الأساس الأول لمثل هذا النظام، وانسجامه مع منطق الإيمان هو أن هذا كله بتعيين من الله. يقول (الرسول): "لأنه ليس سلطان إلا من الله". ماذا تعني أيها الرسول؟ هل أن كل حاكم هو مختار من الله، ليكون على العرش الذي يشغله؟ يجيب الرسول: "لا، إنني لم أقل هذا، لست أتكلم عن أشخاص الحكام، بل عن السلطان نفسه. أقصد أن هذه هي إرادة حكمة الله أن يوجد سلطان، أن البعض يحكمون والآخرين يطيعون. وأن الأمور تسير هكذا في هذا الاتجاه. بهذا فإن بولس لا يقول: "إنه لا يوجد حاكم لم يعينه الله". بل بالحري يتكلم عن السلطان نفسه، قائلًا: "لأنه ليس سلطان إلا من الله، (وأن كل السلاطين) الكائنة على الأرض مرتبة منه".[28]
_____
[28] Homilies on Rom., 23:1.
الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع
https://st-takla.org/books/fr-tadros-malaty/patristic-social-line/from-god.html
تقصير الرابط:
tak.la/33r5cbb