كثيرًا ما تحدث آباء الكنيسة عن بركات وجود نظام الدولة فلو أن الحكام والشعب يسلكون بروح القداسة، لاستراح الطرفان. كلاهما يعملان بفرح، فالسلطة يمارسها الحاكم المُقدس بروح الأبوة الحانية، فيجد سعادته وغناه وكرامته في سعادة وغنى وكرامة كل فردٍ من الرعية. والشعب المقدس يتنافس في البذل والعطاء، ويجد لذته في العمل بكل أمانةٍ.
يرى القدّيس أمبروسيوس أن البشر في بدء حياتهم كانوا يتقاسمون السلطة بالتناوب حيث لم تكن للغطرسة موضعٍ فيهم، لمن بدخول حب السلطة ظهرت الصراعات على احتلال المراكز القيادية.
* في البداية مارس البشر سلطتهم السياسية المُعطاة لهم بالطبيعة، مقتدين بالنحل. وبهذا كان العمل والكرامة أمرين مشتركين. فقد تعلم الأفراد الشركة في واجباتهم وتقسيم السلطة والمكافأة، ولم يُستثنى أحد سواء من الكرامة أو من العمل. وكان هذا أفضل وضع للأمور، حيث لا يُمكن لأحدٍ أن يصير متغطرسًا بامتلاكه سلطة بصورة دائمة أو الانسحاق بسبب الخضوع الدائم.. غير أنه بعد ذلك بدأ الناس في اشتهائهم للسلطة أن يدعوا حقهم الدائم فيها الأمر الذي لا يليق، ولم يرغبوا في التخلي على ما نالوه.[32]
* ليس من فضيلة يمكنها أن تأتي بمنافع أوفر من تلك التي للإنصاف والعدل. فهي تهتم بالغير أكثر مما لنفسها. تتجاهل المصلحة الخاصة لحساب الصالح العام. العدل هو أهم فضيلة، إذ يمثل الانسجام بين الفضائل الأخرى.. وهو أصل كل الفضائل.[33]
_____
[32] The Hexameron, 5:15:52.
[33] Paradise, 3:18.
الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع
https://st-takla.org/books/fr-tadros-malaty/patristic-social-line/deviation.html
تقصير الرابط:
tak.la/65wymzm