ظهر في العصر الحديث فروع كثيرة للاهوت المسيحي تحمل أسماء يظنها البعض أنها وليدة طفرات اجتماعية حديثة، مثل لاهوت التحرر، واللاهوت النسائي، ولاهوت السود، واللاهوت السياسي إلخ. لكن الكنيسة منذ انطلاقها حملت وعيًا لاهوتيًا حيًا ومتكاملًا، لأن الخلاص الذي تقدمه للجماعة كما للفرد يمس كل جوانب حياة الفرد والجماعة.
الكنيسة وإن كانت لا تتدخل في الشئون السياسية والقوانين المدنية والعسكرية والاقتصادية والمنظمات الاجتماعية، لكنها تحمل أمومة صادقة نحو كل إنسانٍ وكل أسرة بل وكل المجتمع، وتشتهي أن تتحول الأرض إلى سماءٍ متهللةٍ ليست في عوزٍ، كما لا تحتمل أن ترى إنسانًا مظلومًا أو متألمًا. تود أن ترى كل إنسانٍ في العالم يحمل ثقة في نفسه بالرب، له دوره الحيّ في البشريَّة، يحمل في داخله روح القيادة الجادة الملتزمة بتواضعٍ داخليٍ، في غير خمولٍ أو شعورٍ بالنقص.
جاء الخط الاجتماعي في الكنيسة الأولى ليس وليد دراسات جافة وجدال عقلاني بحت، لكنّه وليد تقدير حيّ للفكر الإنساني، واعتزاز بالثقافات البشريَّة وتقديسها، وشركة حيَّة مع الله محب كل البشريَّة. فكل أب، بل وكل عضو في الكنيسة، يشتهي أن يرى العالم كلّه سماءً جديدة متهللة، لا ينقصها شيء، وليس للظلم الاجتماعي أو الجهل الفكري أو الأنانية وحب السلطة موضع فيه!
الخط الاجتماعي المسيحي هو حياة إنجيلية كنسية تمس أعماق الفكر والقلب والحواس، وتُترجم خلال السلوك والمعاملات اليومية.
الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع
https://st-takla.org/books/fr-tadros-malaty/patristic-social-line/church.html
تقصير الرابط:
tak.la/a7hmrwg