جوهر الإيمان المسيحي كله أن الله ليس في معزلٍ في السماء، خلق العالم وحرَّكه ثم تركه للقوانين التي وضعها له، إنما الله محب البشر. يحتل الإنسان مركزًا خاصًا في قلب الله، إن صح التعبير. وكما قيل بالنبي: "الرب إلهك في وسط.. يبتهج بك فرحًا.. يبتهج بك بترنم" (صف 3: 17). إنه أشبه بالأم التي تحتضن طفلها الوحيد، وتعبِّر عن فرحها به بالتهليل والأغاني!
تجسد كلمة الله وحلوله في عالمنا كواحدٍ منا، قدَّس أرضنا وأعمالنا وعقولنا وعواطفنا ومواهبنا وإمكانياتنا، كما ذكرنا أيضًا هنا في موقع الأنبا تكلا هيمانوت في مواضِع أخرى. فلا نعجب أن بظهوره بدأ التطور السريع في التقدم، وصارت بعض الأديرة ورجال الدين علماء، يشغفون بالتقدم المستمر دون انتظار لمكافأة. بل وكثير من الجامعات في الغرب هي في أصلها من عمل الجماعات الرهبانية.
جاء مسيحنا ليقدس العقل كما العواطف، فلا يتوقف الإنسان عن البحث والعمل، حتى بلغ إليه ما بلغ من اقتحام عالم الفضاء، والتقدم التكنولوجي السريع. وسيبقى هذا التقدم مادام كلمة الله نفسه نزل ليقدس وينَّمي، دون الاستخفاف بالحياة البشرية والفكر الإنساني.
والآن في اختصار شديد نقدم صورة حية لموقف الكنيسة الأولى من الفكر الاجتماعي، وإن كان قد وُجد قلة قليلة ذات فكرٍ ضيقٍ أخذوا موقفًا مضادًا، لكن الكنيسة بفكرها الإنجيلي الحيّ لم تكف عن مساندة العالم فيما هو حق وللبنيان!
الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع
https://st-takla.org/books/fr-tadros-malaty/patristic-social-line/came.html
تقصير الرابط:
tak.la/vf37ntn