ه. القديسة مريم في الأعياد والأصوام
خلال تجسد ابن الله من العذراء مريم انفتحت أمامنا أبواب السماء، وصارت أيامنا كلها أعياد. من أجل هذا وُضِعَت ألحان مريمية تناسب كل عيدٍ، خلالها نتذكَّر أننا قد تقبَّلنا فرح الله في حياتنا خلال يسوع المسيح، ابن العذراء.
فيما يلي نذكر بعض النصوص والألحان المريمية التي تستخدم في أعياد معينة:
1. عيد الميلاد
2. عيد البشارة
3. الأعياد المريمية
4. الصوم الكبير
5. أسبوع البصخة
6. عيد القيامة (الفصح)
سبق أن شرحنا أنه منذ بدء شهر كيهك حتى عيد الميلاد (29 كيهك) تضع الكنيسة برنامجًا مريميًا، حتى تسحب أفكارنا نحو ميلاد المسيح العذروي. بجانب النصوص المريمية العادية، يُستخدم في قداس العيد نصوص مريمية وأخري تخص السيد المسيح لها اتجاه مريمي، نذكر على سبيل المثال:
* اليوم أشرق لنا نحن أيضًا النور الحقيقي، من مريم العذراء العروس النقية. مريم ولدت مخلصنا محب البشر الصالح. في بيت لحم اليهودية كأقوال الأنبياء...
* طأطأ سماء السماوات، وأتى إلى بطن العذراء. وصار إنسانًا مثلنا بدون الخطية وحدها...
* تعالوا جميعًا لنسجد لربنا يسوع المسيح، الذي ولدته العذراء وبتوليتها مختومة...
ذكصولوجيات عيد الميلاد
* اليوم البتول تلد الفائق الجوهر، والأرض تقرب مغارة لغير المقترب إليه.
الملائكة مع الرعاة يمجدون، والمجوس مع النجم في الطريق سائرين،
لأنه من أجلنا وُلِد صبي جديد، الإله الذي قبل الدهور.
لحن إي بارثينوس بعد قراءة الأبركسيس
افرحي (السلام) أيتها السماء الجديدة، التي أشرقت لنا منها شمس البرّ، رب جميع البرية.
*أسبسمس[203] (آدام)
* المولود من الآب قبل كل الدهور، ولدته الملكة، وبتوليتها مختومة.
أسبسمس (واطس)
* افرحي (السلام) يا والدة الإله، تهليل الملائكة. افرحي أيتها العفيفة، كرازة الأنبياء.
افرحي أيتها الممتلئة نعمة، الرب معكِ.
افرحي يا من قبلتِ من الملاك فرح العالم!
أسبسمس (آدام)
في الأعياد المريمية يُقَال عادة اللحن المريمي الجميل الذي يُدعَى "الأوتار العشرة" أطاي بارثينوس.
* داود حرك الوتر الأول في قيثارته، صارخًا قائلًا: قامت الملكة عن يمينك أيها الملك (مز 45: 9).
وحرك الوتر الثاني من قيثارته، صارخًا قائلًا: اسمعي يا ابنتي وانظري، وأميلي سمعكِ، وانسي شعبكِ وبيت أبيكِ (مز 45: 10).
وحرك الوتر الثالث، قائلًا: كل مجد ابنة الملك من الداخل، مشتملة بأطراف موشاة بالذهب (مز 45: 13)
وحرك الوتر الرابع، قائلًا: يدخُلنَ إلى الملك عذارى خلفها (مز 45: 14).
وحرك الوتر الخامس، قائلًا: عظيم هو الرب، ومُسبَّح جدًا في مدينة إلهنا، على جبله المقدس (مز 45: 1).
وحرك الوتر السادس، قائلًا: أجنحة حمامة مُغشاة بفضةٍ، ومنْكباها بِصُفرة الذهب (مز 68: 13).
وحرك الوتر السابع، قائلًا: جبل الله، الجبل الدسم، الجبل المُجبَّن، الجبل الدسم (مز 68: 15).
وحرك الوتر الثامن، قائلًا: أساساته في الجبال المقدسة، أحب الرب أبواب صهيون (مز 87: 1-2).
وحرك الوتر التاسع، قائلًا: تكلَّموا من أجلِكِ بأعمال كريمة يا مدينة الله (مز 78: 3).
وحرك الوتر العاشر، قائلًا: اختار صهيون، ورضيها مسكنًا له (مز 132: 13).
اشفعي فينا أمام الرب."
كما يقال لحن مريمي آخر في تكريم القديسة مريم، ويمكن أن يستخدم في أي عيد آخر:
"افرحي يا والدة الإله العذراء، يا شفيعة في العالم عند المُخَلِّص، إلهنا...
افرحي يا والدة الإله العذراء، والدة عمانوئيل، يا من غير متزوجة،
افرحي يا طقس الملائكة.
افرحي يا شفيعتنا عند الآب إلهنا، نعظمكِ...
← ابحث هنا في موقع الأنبا تكلا هيمانوت لمزيد من المقالات والكتب والصلوات...
بين تسابيح وألحان الصوم الكبير المتنوعة التي تركز على التوبة والصوم كإعداد لعيد الفصح (القيامة)، يُقَال لحن مريمي خاص بهذه الفترة يسمى "ميغالو" أي "العظيم". هذا اللحن في حقيقته مقدم للسيد المسيح. ابن العذراء، ننشده قبل "الثلاث تقديسات"، وكأن الكنيسة تريد أن تعلن ارتباط ميلاد المسيح البتول بقيامته.
"رئيس الكهنة الأعظم إلى الآباد، الطاهر، القدوس الله.
على طقس ملْكي صادق الكامل، قدوس القوي. المتجسد من الروح القدس ومن القديسة مريم البتول بسرٍّ عظيمٍ، قدوس الذي لا يموت، ارحمنا..."
ويكمل هذا اللحن بلحن رئيسي آخر يسمى "آبنشويس" (ربنا): "ربنا يسوع المسيح، صام عنا أربعين يومًا وأربعين ليلة، حتى خلصنا من خطايانا...
البخور الذي في بطنها. البخور الذي تلده كي يغفر لنا خطايانا.
فلنُسَبِّح مع الملائكة، صارخين، قائلين: مستحقة (أكسيا)، مستحقة، مستحقة يا مريم العذراء".
في هذا الأسبوع لا يُقَدَّم بخور أمام الأيقونات، ولا يُذكَر المجمع في قداس خميس العهد، إذ نُوَجِّه أنظارنا إلى أحداث هذا الأسبوع الأخير قبل القيامة. ومع هذا فإن الألحان المريمية تجد لها موضعًا في طقس هذا الأسبوع وذلك بسبب التلازم بين التجسد الذي تحقَّق خلال البتول وسرّ الصليب.
ففي كل ليلة قبل قراءة الطرح (تفسير الإنجيل)، نُرَدِّد: "افرحي (السلام) يا مريم الحمامة الحسنة، التي ولدت لنا الله الكلمة".
وفي صلاة الساعة السادسة يوم الجمعة العظيمة، قبلما ننشد "الثلاث تقديسات"، نُرَدِّد لحن جميل يدعى "أومونوجينيس (الابن الوحيد)". فيه تذكر الكنيسة شخص المصلوب الذي ظهر في الضعف، وهو بعينه المولود من العذراء، إذ أخلي الله ذاته وصار إنسانًا من أجلنا" (في 2: 7).
"أيها الابن الوحيد الجنس، وكلمة الله الذي لا يموت، الأزلي، والقابل كل شيءٍ لأجل خلاصنا، المتجسد من القديسة والدة الإله، الدائمة البتولية مريم، بغير استحالة. المتأنس، المصلوب، المسيح الإله. بالموت داس الموت، أحد الثالوث القدوس، الممجد مع الآب والروح القدس، خلصنا".
يرى الآباء القديسون تشابهًا بين أحشاء القديسة مريم وقبر الرب، فكما وُلِد الرب من القديسة مريم وبقيت بتوليتها مختومة، هكذا قام الرب وأختام القبر كما هي.
في الطقس البيزنطي الخاص بخدمة عيد الفصح، يقال: "أيها المسيح، الذي لم يكسر باب البتول بميلاده، قمت من بين الأموات، حافظًا على الأختام كما هي، فاتحًا لنا أبواب الفردوس".
وفي الطقس القبطي يُقَال في عيد الفصح النص المريمي التالي: "استنيري، استنيري، أيتها العذراء مريم". (أسبسمس آدام) فالقديسة مريم وقد حفظت في قلبها الأحداث العجيبة الخاصة بابنها (لو 2: 19) استنارت ببهاء الرب القائم من الأموات، وأدركت سرَّه في أكثر كمالٍ.
_____
[203] تعني "قبلة". إذ يُرنَّم هذا اللحن أثناء تقبيل المؤمنين بعضهم البعض بقلةٍ رسولية بعد صلاة الصلح.
الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع
https://st-takla.org/books/fr-tadros-malaty/mary-1-orthodox-faith/feasts-fastings.html
تقصير الرابط:
tak.la/m7wn6b4