الفصل الرابع عشر
تُعطى معونة الله للذين يجاهدون
لا أقول هذا لكي نقلل من شأن المجهود البشري، أو نحبط سعي أي إنسان للوصول إلى غرضه وبذل مجهوده، ولكن لنوضح بأكثر اجتهاد، ونبسط دون إبداء رأيي الخاص بل رأي الآباء أن الكمال ليس من الممكن الوصول إليه بسهولة بغير إرادتهم، ولكن بواسطتها وحدها لا يستطيع أحد الوصول إليه.
عندما نقول أن المجهود البشري لا يستطيع بمفرده أن يحمينا بدون مساعدة الله، نُصر على أن مراحم الله ونعمته هي التي تخول هؤلاء الذين يجاهدون ويكافحون استعمال تعبير الرسول لهم "نريد ونسعى.. "
إذن نقول هذا بالنظر إلى كلمات مخلصنا التي تعطي الذين يسألون، وتفتح للذين يطرقون، وتوجِد للذين يسألون (مت 7:7). لكن السؤال والطلب والقرع من جانبنا لا يكفي ما لم تعطنا رحمة الله ما ينبغي أن نسأله، وتفتح الباب الذي نقرعه، وتؤهلنا أن نأخذ ما نطلبه. من جانبه يمنح كل الأشياء فقط إذا أُعطيت له الفرصة برغبتنا الخاصة، لأنه يرغب ويبحث عن كمالنا وخلاصنا أكثر وأبعد مما نريد نحن أنفسنا.
يعرف الطوباوي داود جيدًا أنه بمجهوده الخاص لا يستطيع أن يسند نموه في العمل والجهد، إذ يترجى باستمرار بصلواته لكي يستطيع الحصول على إرشادات من الرب..
الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع
https://st-takla.org/books/fr-tadros-malaty/john-cassian/institutes-pride-who-fight.html
تقصير الرابط:
tak.la/jkd9yn3