St-Takla.org  >   books  >   fr-tadros-malaty  >   john-cassian
 

مكتبة الكتب المسيحية | كتب قبطية | المكتبة القبطية الأرثوذكسية

كتاب القديس يوحنا كاسيان: حياته، كتاباته، أفكاره - القمص تادرس يعقوب ملطي

567- المؤسسات عن روح الكبرياء: الفصل الحادي عشر: توضيح نعمة الله في حالة اللص، وحالة داود وفي دعوتنا نحن

 

St-Takla.org Image: A couple of fathers talking (image 51), conversation, discussion, saints, monks - AI art, idea by Michael Ghaly for St-Takla.org, 30 January 2024. صورة في موقع الأنبا تكلا: اثنان من الآباء يتحدثان (صورة 51)، محادثة، مناقشة، قديسان، رهبان - فن بالذكاء الاصطناعي، فكرة مايكل غالي لموقع الأنبا تكلاهيمانوت، 30 يناير 2024 م.

St-Takla.org Image: A couple of fathers talking (image 51), conversation, discussion, saints, monks - AI art, idea by Michael Ghaly for St-Takla.org, 30 January 2024.

صورة في موقع الأنبا تكلا: اثنان من الآباء يتحدثان (صورة 51)، محادثة، مناقشة، قديسان، رهبان - فن بالذكاء الاصطناعي، فكرة مايكل غالي لموقع الأنبا تكلاهيمانوت، 30 يناير 2024 م.

الفصل الحادي عشر

توضيح نعمة الله في حالة اللص

وحالة داود وفي دعوتنا نحن

 

إذا تذكرنا أن اللص الذي بواسطة اعترافٍ وحيدٍ دخل إلى الفردوس (لو40:23)، نشعر أنه لم ينل مثل هذه البركة بواسطة استحقاقات حياته، بل حصل عليها بعطية رأفة الله. وإذا وضعنا نصب أعيننا خطيتا الملك داود الفظيعتين الشنيعتين اللتين مُحِيتا بكلمة انسحاق واحدة (2صم13:12)، نرى أنه لم تكن استحقاقات أعمالهما كافية لحصولهما على غفران خطاياهما العظيمة، لكن نعمة الله ازدادت عندما أظهرا الانسحاق الحقيقي وانتقل ثقل الخطية الكامل خلال اعترافهما الكامل في عبارة واحدة.

إذا وضعنا في الاعتبار أيضًا بداية دعوة البشرية وخلاصها كما يقول الرسول نرى أننا لم نخلص بواسطة أنفسنا ولا بأعمالنا، بل بواسطة عطية الله ودعوته، ونستطيع أن نرى بوضوح كيف أن إتمام الكمال ليس "لمن يشاء ولا لمن يسعى بل لله الذي يرحم"، الذي يجعلنا منتصرين على أخطائنا بدون أي استحقاق لأعمالنا أو حياتنا التي نعطيها أهمية أكثر مما يجب من جانبنا، أو أي مجهود لإرادتنا يساعد في التغلب على صعوبات الفضيلة الشديدة أو في قمع الجسد الذي نستخدمه.

ليست أتعاب الجسد ولا ندامة القلب في ذاتها كافيتين للحصول على طهارة الإنسان الداخلي حتى يمكننا أن نحصل على فضيلة النقاوة العظيمة (الموجودة فطريًا في الملائكة كسكان السماء، لا بواسطة المجهود البشري وحده بدون معونة الله.) لأن إتمام كل شيء حسنًا يفيض من نعمته. منْ منا بكثرة فضله يخوّل مثل هذه البركة الأخيرة وهذا المجد العظيم بإرادتنا الضعيفة وسبيل حياتنا القصيرة الزهيدة؟!


الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع

https://st-takla.org/books/fr-tadros-malaty/john-cassian/institutes-pride-gods-grace.html

تقصير الرابط:
tak.la/a4bdp9p