انتشار هذه الخطايا بين الكثيرين، لكنهم يتجاهلونها.
يكتشف الجميع هذه الأهواء حينما تتحدث عنها تعاليم الآباء بوضوح. لكن قبل أن ندركها نسقط فيها، وهي كائنة في داخلنا، لكن لا يدرك أحد ذلك.
لنا ثقة أنه إلى حدٍ ما يمكننا شرحها حتى ينطبق علينا بفضل صلواتكم قول إشعياء النبي: "أنا أسير قدامك والهضاب أمهد، أكسر مصرعي النحاس ومغاليق الحديد أقصف، وأعطيك ذخائر الظلمة وكنوز المخابئ" (إش2:45، 3). وذلك كي ما تسير كلمة الرب أمامنا وتمهد أولاً أرضنا من كل الهضاب، أي من الأهواء الشريرة التي نشتاق إلى الانتصار عليها، والتي تدَّعي سيادتها وسلطانها الخفي في جسدنا المائت، فتستسلم بفضل البحث والشرح، وبالتالي تُكسر متاريس جهلنا، وتُقصف مغاليق شرورنا التي تحجبنا عن معرفة الحق، وتقودنا إلى كنوز المخابئ، وتكشف لنا وللذين نالوا الاستنارة حسب كلمة الرسول: "سينير خفايا الظلام ويُظهر آراء القلوب" (1 كو5:4). بالتالي تُمحص عيون الذهن النقية التي تُعاني من ظلمة الشرور، فنتمكن من محاصرة الذهن وجذبه بالقوة نحو النور.
نتمكن أيضًا من شرح إمكانية السقوط فيها بالنسبة لكل من المتحررين منها والذين لا زالوا تحت قيودها. وكقول داود النبي (مز 137: 12) نجتاز في أتون الخطايا التي تلهب عقولنا كي ما نتمكن من اجتياز ينابيع الفضائل التي تطفئ نيرانها، ونتمتع بندى الشفاء الروحي فنصل إلى نقاوة القلب ثم كمال التعزيات.
الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع
https://st-takla.org/books/fr-tadros-malaty/john-cassian/institutes-gluttony-sins.html
تقصير الرابط:
tak.la/2kh7mk5