حين ترتبك النفس التعسة بمثل هذه الحيَل من العدو، يستبد بها الانزعاج، حتى إذا ما أنهكها الضجر كهدفٍ أُطلق عليه قذيفة، فتشعر أنها إما أن تتعلم أن تستغرق في النوم، أو أن تتعود أن تخرج من حبس القلاية، على أن تنشد السلوى ضد هذه الهجمات بزيارة أحد الإخوة، الأمر الذي يزيد من ضعفها بهذا العلاج الوقتي. ذلك لأن العدو يضاعف هجماته ويشتد ضد من لاذ بالفرار من القتال، دون أن ينشد السلامة في الصمود والانتصار. وشيئًا فشيئًا يبتعد الإنسان تمامًا عن قلايته، ويبدأ في نسيان هدف نذره، وهو أن يقصر تفكيره وتأملاته على ذلك النقاء الإلهي الذي يفوق جميع الأشياء، والذي لا يمكن إحرازه إلا بالصمت والبقاء الدائم في القلاية والتأمل. هكذا يصبح جندي المسيح هاربًا من خدمة سيده ومن ميدان جهاده، ويشغل نفسه بالأمور الدنيوية دون إرضاء الرب الذي سبق أن كرس له نفسه.
الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع
https://st-takla.org/books/fr-tadros-malaty/john-cassian/institutes-boredom-various-ways.html
تقصير الرابط:
tak.la/8b2hvvd