St-Takla.org  >   books  >   fr-tadros-malaty  >   john-cassian
 

مكتبة الكتب المسيحية | كتب قبطية | المكتبة القبطية الأرثوذكسية

كتاب القديس يوحنا كاسيان: حياته، كتاباته، أفكاره - القمص تادرس يعقوب ملطي

111- مناظرة 5: 4- الخطايا الجسدية والخطايا الروحية

 

St-Takla.org Image: Some saints (image 104), monks, fathers - AI art, idea by Michael Ghaly for St-Takla.org, 30 January 2024. صورة في موقع الأنبا تكلا: بعض الآباء القديسون (صورة 104)، رهبان - فن بالذكاء الاصطناعي، فكرة مايكل غالي لموقع الأنبا تكلاهيمانوت، 30 يناير 2024 م.

St-Takla.org Image: Some saints (image 104), monks, fathers - AI art, idea by Michael Ghaly for St-Takla.org, 30 January 2024.

صورة في موقع الأنبا تكلا: بعض الآباء القديسون (صورة 104)، رهبان - فن بالذكاء الاصطناعي، فكرة مايكل غالي لموقع الأنبا تكلاهيمانوت، 30 يناير 2024 م.

4- الخطايا الجسدية والخطايا الروحية

 

إنني لا أتكلم من نفسي حسب ضعفي، إنما ببرهان الكتاب المقدس يظهر أن النهم والزنا وإن كانا يوجدان فينا طبيعيًا، إذ ينبعان منّا دون حاجة إلى بواعث ذهنية، بل حسب عواطف الجسد وإغراءاته، إلا أنهما لكي يتمّان فينا، يلزم أن توجد مادة خارجية تثير الجسد. "ولكن كلُّ واحدٍ يُجرَّب إذا انجذب وانخدع من شهوتهِ. ثم الشهوة إذا حبلت تلد خطيَّةً والخطية إذا كملت تُنتج موتًا" (يع 14:1، 15).

فآدم الأول ما كان يسقط في النهم لو لم يجد الطعام في يده مستخدمًا إيّاه بطريقة خاطئة، ولا جُرب آدم الثاني بغير مادة مغرية بل قيل له: "إن كنت ابن الله فقل أن تصير هذه الحجارة خبزًا" (مت3:4).

ومن الواضح أيضًا للجميع أن الزنا لا يتم إلا بعمل جسدي، إذ يقول الله عن هذا الزوج الطوباوي أيوب: "ها هي قوتهُ في مَتْنَيهِ وشدَّتهُ في عضل بطنهِ" (أي16:40).

وبذلك فإذ هاتين الخطيتين بالذات تُثارا بمساعدة الجسد، فهما يحتاجان إلى زهدًا جسديًا بجوار الاهتمام الروحي، حيث تصميم العقل وحده لا يكفي لمقاومة تلك الحروب.

هناك أخطاء مثل الغضب والغم وغيرهما يمكن التغلب عليها بقوة العقل بغير تقشف جسدي.

← انظر كتب أخرى للمؤلف هنا في موقع الأنبا تكلا هيمانوت.

ويستخدم الزهد الجسدي عن طريق: الصوم والسهر، وأعمال التوبة. أضف إلى ذلك ترك مكان الخطية، لأنه حيث أن الخطية تنتج عن تضافر أخطاء الجسد مع العقل، لذا يلزم أن تتضافر قواهما معًا للتغلب عليها.

ومع أن الرسول الطوباوي يتكلم عن الخطايا عامة بأنها جسدية، إلا أنه يحصي العداوة والغضب والهرطقات أنها أعمال أخرى للجسد. لذا في معالجة الخطايا يلزم أن نكشف عن طبيعتها بدقة مميّزين بين الصنفين، فندعو البعض جسدي والآخر خطايا روحية.

الخطايا الجسدية هي التي تعمل على إشباع الشهوات الجسدية وتلذّذه. وهذه تهيِّج العقل أحيانًا ليقبل رغباتها بغير إرادته. وعن هذا يقول الرسول الطوباوي: "الذين نحن أيضًا جميعًا تصرَّفنا قبلاً بينهم في شهوات جسدنا عاملين مشيئات الجسد والأفكار، وكُنَّا بالطبيعة أبناءَ الغضب كالباقين أيضًا" (أف3:2).

أما الخطايا الروحية فهي التي تنبع فقط من باعث عقلي، فليس فقط لا تهب للجسد لذّة، بل أحيانًا تجلب له ضعفًا وتضرّه. إنها تغذي العقل السقيم بطعام اللذّة البائسة. لذلك فهي تحتاج إلى علاج واحد وليس كالخطايا الجسدية التي تشفي بعلاج مزدوج...


الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع

https://st-takla.org/books/fr-tadros-malaty/john-cassian/conferences-5-physical-and-spiritual-sins.html

تقصير الرابط:
tak.la/3dnf8b4