يطول بنا الحديث إن تكلمنا عن ذلك الراهب الذي من دير الميصة (ما بين النهرين)، هذا الذي كان متنسكًا بصورة لا نجد لها مثيل إلا بين القليلين من أهل تلك المنطقة. لقد عمل سنوات طويلة مختبئًا في قلايته، وأخيرًا خُدع بإعلانات وأحلام شيطانية. فبعد عمل كثير وجهاد حسن متخطيًا الكثيرين في هذا الأمر... ارتدّ يائسًا إلى اليهودية وختان الجسد. إذ كان الشيطان الذي عوّده على الرؤى لكي ما يجذبه إلى الضلال والتيه يظهر له في النهاية لمدد طويلة في صورة رسول الحق, أخيرًا أظهر له منظرًا وهو أن جماعة المسيحيين مجتمعين معًا مع قادة ديننا وعقيدتنا مثل الرسل والشهداء في الظلمة والأوساخ والنجاسة والقبح في صراخ وعويل. وفي الجانب الآخر أظهر له الشعب اليهودي مع موسى والآباء والأنبياء يرقصون طربًا منيرين بنور يُبهر العين، مقنعًا إياه بضرورة الاختتان، إن كان يرغب في أن يكون له نصيب في هذه الجعالة. وهكذا لو أنه سعى للحصول على قوة التمييز ما كان قد سقط في ذلك الخداع البائس. هذه المصائب والحيل التي سقط فيها الكثيرون، كشفت عن خطورة عدم وجود نعمة التمييز.
الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع
https://st-takla.org/books/fr-tadros-malaty/john-cassian/conferences-2-mesopotamian-monk.html
تقصير الرابط:
tak.la/kvcz94k