St-Takla.org  >   books  >   fr-tadros-malaty  >   john-cassian
 

مكتبة الكتب المسيحية | كتب قبطية | المكتبة القبطية الأرثوذكسية

كتاب القديس يوحنا كاسيان: حياته، كتاباته، أفكاره - القمص تادرس يعقوب ملطي

299- مناظرة 18: 5- بخصوص مؤسسي نظام الشركة

 

St-Takla.org Image: A couple of fathers talking (image 65), conversation, discussion, saints, monks - AI art, idea by Michael Ghaly for St-Takla.org, 30 January 2024. صورة في موقع الأنبا تكلا: اثنان من الآباء يتحدثان (صورة 65)، محادثة، مناقشة، قديسان، رهبان - فن بالذكاء الاصطناعي، فكرة مايكل غالي لموقع الأنبا تكلاهيمانوت، 30 يناير 2024 م.

St-Takla.org Image: A couple of fathers talking (image 65), conversation, discussion, saints, monks - AI art, idea by Michael Ghaly for St-Takla.org, 30 January 2024.

صورة في موقع الأنبا تكلا: اثنان من الآباء يتحدثان (صورة 65)، محادثة، مناقشة، قديسان، رهبان - فن بالذكاء الاصطناعي، فكرة مايكل غالي لموقع الأنبا تكلاهيمانوت، 30 يناير 2024 م.

5- بخصوص مؤسسي نظام الشركة

 

لقد ظهر نظام الشركة في أيام كرازة التلاميذ، إذ هكذا كانت جموع المؤمنين بأورشليم التي وُصفت في سفر أعمال الرسل: "وكان لجمهور الذين آمنوا قلب واحد ونفس واحدة. ولم يكن أحد يقول أن شيئًا من أموالهِ لهُ بل كان عندهم كل شيء مشتركًا... لأن كل الذين كانوا أصحاب حقولٍ أو بيوتٍ كانوا يبيعونها ويأتون بأثمان المبيعات ويضعونها عند أرجل الرسل، فكان يُوَزَّع على كل واحدٍ كما يكون له احتياج" (أع4: 32، 34، 35). "والأملاك والمقتنيات كانوا يبيعونها ويقسمونها بين الجميع كما يكون لكل واحدٍ احتياج" (أع45:2).

أقول الآن أن كل الكنيسة آنذاك كانت مثل الحفنة القليلة التي تسلك الآن في نظام الشركة، ولكن بعد موت الرسل، وقد بدأت جموع المؤمنين تفتر وتبرد، خاصة الجموع التي جاءت إلى الإيمان من أمم مختلفة، والذين بسبب حداثة إيمانهم وعبادتهم الوثنية المتأصلة فيهم لم يُطالبوا سوى بضرورة أن "تمتنعوا عمَّا ذُبح للأصنام وعن الدم والمخنوق والزنى" (أع 29:15). هذه الحرية التي وُهبت للأمم لحداثة إيمانهم، قللت من الصورة الكاملة التي كانت لكنيسة أورشليم... بل وحتى بعض القادة تهاونوا بعض الشيء ظانين أنه ما قد سُمح به للأمم من أجل ضعفهم مسموح به لهم أيضًا، معتقدين أنهم لن يُضاروا شيئًا إن اتبعوا إيمان المسيح واعترفوا به محتفظين بمقتنياتهم وما يمتلكونه.

أما أولئك الذين بقوا على حمية إيمانهم الرسولي، مراعين الكمال الأول، فإنهم تركوا مدنهم وتركوا الذين ظنوا أن إهمالهم وحياتهم الرغدة مسموح بها لهم ولكنيسة الله، وهكذا ذهبوا إلى بقاع أكثر عزلة، وبدأوا يتدربون على ما أمر به الرسل لكل جسد الكنيسة الجامعة. هكذا فإن هذا النظام الذي نتحدث عنه نابع عن التلاميذ الذين انعزلوا عن الشر. هؤلاء بالتدريج امتنعوا أيضًا عن الزواج[2] وانعزلوا عن الارتباط بأقاربهم... أطلق العالم عليهم "رهبانُا" أو "متوحدين" بسبب حياتهم الصارمة المنعزلة. وقد سموا بالكانوبيين (أي تبع نظام الشركة) من أجل حياة الشركة التي بينهم... وهذا هو أول نوع من الرهبان، لكن ليس من حيث الزمن... وقد استمر هذا النظام لا عوج فيه...

_____

الحواشي والمراجع لهذه الصفحة هنا في موقع الأنبا تكلاهيمانوت:

[2] ليس كشرٍ لكن لأجل السمو.


الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع

https://st-takla.org/books/fr-tadros-malaty/john-cassian/conferences-18-founders.html

تقصير الرابط:
tak.la/775zxx9