13- جرمانيوس
السبب الأول: كما قلنا إننا كنا خائفين من كدر آبائنا الشيوخ ولا نريد أن نعصى أوامرهم.
السبب الثاني: أننا بغباوة حسبنا أننا متى تعلمنا منكم عن الأمور الكاملة السامية، نقدر أن نعود فننفذ في ديارنا ما سمعناه ورأيناه.
14- الأب يوسف
إذا أتينا بهذه المقدمة المنطقية وهى أن نية الإنسان هي التي تجعل الإنسان يُكافأ أو يُعاقب، وذلك كما جاء في العبارة: "الذين يظهرون عمل الناموس مكتوبًا في قلوبهم شاهدًا أيضًا ضميرهم وأفكارهم فيما بينها مشتكية أو محتجة، في اليوم الذي فيه يدين الله سرائر الناس حسب إنجيلي بيسوع المسيح" (رو15:2، 16). وأيضًا: "وأنا أجازى أعمالكم وأفكاركم" (إش18:66). لذلك فإنني أرى أنكما قد ربطتما نفسيكما بهذا الوعد رغبة في الكمال، وإذ ظننتما أنكما بهذا تربحانه... ولكن الآن تران أنكما بهذا لا تقدران أن تتسلقا مرتفعات الكمال. لذلك فإن ترككما لوعدكما لا يعوق هدفكما الأول الموضوع أمامكم منذ البداية، اللهم إلا إذا كنتما تريدان تغيير هدفكما. لأن تغيير الوسيلة لا يعنى ترك العمل. فاختيار طريق أقصر أو أكثر استقامة لا يعنى رغبة المسافر في الكسل والتراخي. هكذا في هذا الأمر، أي إصلاح في وجهة النظر القصيرة المدى لا تحمل أي نكوص بالوعد الروحي. لأن ما تفعلانه إنما هو بدافع حب الله والرغبة في الصلاح التي هي "نافعة لكل شيء، إذ لها موعد الحياة الحاضرة والعتيدة" (1تى8:4). فإنه وإن بدأ ببداية صعبة مضادة، لكن ذلك (النكوص) ليس فقط غير ملوم بل ومكرم بالفعل.
الوعد الذي قطعتماه بإهمال، لا يكون كسره عائقا للكمال ما دام الكسر هو من أجل نفس الغاية الموضوعة والصلاح الذي تبتغونه عندما وعدتما به، وبهذا نقدر أن نظهر لله قلبًا نقيًا. فان كان ما تبتغيانه يسهل عليكما نواله في هذه المقاطعة، فإن تغيير اتفاقكما الذي وعدتما به لا يكون عائقًا، إن كان كمال النقاوة، الذي لأجله قدمتما وعدكما هذا، يكون بالأكثر مضمونًا حسب إرادة الرب.
الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع
https://st-takla.org/books/fr-tadros-malaty/john-cassian/conferences-17-worrying.html
تقصير الرابط:
tak.la/7ggj72q