2- لا تكرم الإنسان من أجل صنعه المعجزات إنما من أجل محبته
يجدر بنا ألا نندهش قط من الذين يصنعون هذه الأمور، من أجل سلطانهم هذا، إنما بالأحرى يلزمنا أن ننظر إن كانوا كاملين من جهة تخلصهم من كل الخطايا وإصلاح طرقهم... هذه هي المعرفة العملية التي عبر عنها الرسول باسم آخر وهو "الحب". فبسلطان فضل الرسول الحب فوق كل ألسنة الناس والملائكة، وأكثر من كل الإيمان الأكيد الذي ينقل الجبال، وعن كل معرفة ونبوة، وعن توزيع كل الأموال، وعن مجد الاستشهاد ذاته، لأنه عندما عدد كل أنواع المواهب وقال: "فإنهُ لواحدٍ يُعطَي بالروح كلام حكمةٍ. ولآخر كلام علمٍ بحسب الروح الواحد، ولآخر إيمان بالروح الواحد، ولآخر مواهب الشفاءٍ بالروح الواحد، ولآخر عمل قوَّاتٍ، ولآخر نبوَّة، ولآخر تمييز الأرواح، ولآخر أنواع أَلسِنَةٍ، ولآخر ترجمة أَلسِنَةٍ" (1كو8:12-10)، وإذ كان آخذًا في التحدث عن المحبة جعلها قبل كل المواهب، إذ يقول بكلمات قليلة "ولكن جدُّوا للمواهب الحسنى، وأيضًا أريكم طريقًا أفضل" (1كو31:12). بهذا يظهر بوضوح أن علو الكمال والتطويب لا يكمن في تنفيذ مثل هذه الأعمال المدهشة بل في نقاوة الحب. وهذا ليس بغير سبب، لأن كل هذه الأمور ستنتهي، وأما الحب فيبقى إلي الأبد.
هكذا فإن هذه الأعمال والعلامات (عمل المعجزات) لم تكن تشغل آباؤنا، إنما بالأحرى عندما كانوا يملكونها بنعمة الروح القدس، لم يريدوا أن يستخدمونها إلا في حالة الضرورة الملحة للغاية والتي لا يمكن فيها الامتناع عنها.
الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع
https://st-takla.org/books/fr-tadros-malaty/john-cassian/conferences-15-miracles.html
تقصير الرابط:
tak.la/masby63