3- الكمال العملي يعتمد على نظام مزدوج
الكمال العملي يعتمد على نسق مزدوج:
الوسيلة الأولى: هي أن نتعرف على طبيعة كل الأخطاء وطريقة علاجها.
الوسيلة الثانية: هي أن نكتشف تدبير الفضائل، ونُشكل أذهاننا بكمال الفضائل، حتى تطيعها أذهاننا، ليس كمن هي مجبرة على هذا، ولا كمن يخضع لنفوذ قاسٍ، إنما تبتهج بطبيعتها الصالحة وتنجح فيها، وتصعد ذلك الطريق الضيق الصعب الذي للفرح الحقيقي. لأنه كيف يمكن للإنسان الذي لا ينجح في فهم طبيعة أخطائه ولا يحاول أن يقطع دابرها أن يقتني فهم الفضائل، التي هي المرحلة الثانية من الاختبار العملي، أو يتفهم الأسرار الروحية والأمور السماوية التي هي المرحلة العالية الخاصة بالمعرفة النظرية؟
من الضروري لنا أن نؤكد أنه لا يستطيع الإنسان أن يتقدم إلي العلا ما لم يرتفع بعد إلي الأمور التي هي أقل، وبالتالي يعجز عن إدراك الأمور التي هي من خارج (أي التي تفوق إدراكه الحالي) ما لم ينجح أولاً في فهم ما هو في متناول فهمه.
يجدر بنا أن نعرف أن نبذل جهدًا بغرض مزدوج: لأجل سحق الرذيلة، ولأجل نوال الفضيلة. هذا القول ليس من تخميننا، وإنما نتعلمه من كلمات الله التي وحدها تعرف قوة عمله ووسيلته، إذ يقول: "لتقلع وتهدم وتهلك وتنقض وتبني وتغرس" (إر10:1). إنه يشير إلي أن التخلص من الأمور المهلكة يتطلب منا أربعة أمور: تقلع، وتهدم، وتهلك، وتنقض. أما تنفيذ ما هو صالح ونوال نصيب في البر فيحتاج فقط إلي أن "تبني وتغرس". هذا يشير بشهادة كاملة أن تمزيق الشهوات المتأصلة التي للجسد والروح ونزوعها أصعب من إدخال الفضائل الروحية وزرعها.
الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع
https://st-takla.org/books/fr-tadros-malaty/john-cassian/conferences-14-practical-perfection.html
تقصير الرابط:
tak.la/qz8h37r