St-Takla.org  >   books  >   fr-salaib-hakim  >   question-answer
 

مكتبة الكتب المسيحية | كتب قبطية | المكتبة القبطية الأرثوذكسية

كتاب سؤال وجواب - القمص صليب حكيم

28- أنتم تشربون الخمر وتأكلون لحم الخنزير

 

المجتمع: أنتم تشربون الخمر وتأكلون لحم الخنزير.

المسيحي: من جهة الخمر فكتابنا المقدس يمدح عدم شرب الخمر وذلك في قول الملاك جبرائيل لزكريا عن العظمة الروحية لابنه يوحنا المعمدان إنه "خمرًا ومسكرًا لا يشرب ومن بطن أمه يمتلئ من الروح القدس" (لو1: 15). بل يوصينا الكتاب بعدم شرب المسكر بقوله "لا تسكروا بالخمر الذي فيه الخلاعة" (أف5: 18). كما يُجَهِّل من يسكر بالخمر فيقول "الخمر مستهزئة. والمسكر عجاج. ومن يترنح بهما فليس بحكيم" (أم20: 1). كذلك يندد الكتاب بأن إدمان الخمر عادة وثنية فيقول للذين آمنوا حديثًا بالمسيح "لأن زمان الحياة الذي مضى يكفينا لنكون قد عملنا إرادة الأمم. سالكين في الدعارة والشهوات وإدمان الخمر" (1بط4: 3).

أما نصيحة بولس الرسول لتلميذه تيموثاوس "استعمل خمرًا قليلًا من أجل معدتك وأسقامك الكثيرة" (1تى5: 23). فواضح أنها من أجل حالته المرضية ثم إنه يوصيه بأخذ القليل منها لأنها كانت دواء لعلاج بعض الأمراض. لذلك كانت الخمر قديمًا لا تفرغ من أي بيت. كما يبدو أن الذين يعيشون في المناطق الباردة من العالم يحتاجون إليها ليس كشراب مسكر بل كأمر تتطلبه طبيعة المناخ البيئي الذي يعيشون فيه.

وعندما حوَّل السيد المسيح له المجد الماء إلى خمر في عرس قانا الجليل بناء على طلب العذراء مريم فإنها لم تكن خمرًا مسكرة (يو2: 10). ونحن المسيحيين في مصر لا نشرب الخمر. وإذا وُجد من يشربونها افتخارًا أو في مناسبات نادرة أو يشربها مسيحي أجنبي بسبب تعوده عليها في بلاده فهذا لا يجعلها سمة للمسيحية. بل إذا وُجِد مسيحي شريب للخمر فهو مريض روحيًا ومنحرف وخارج عن وصايا الإنجيل. والخمر في عمومها ضارة بالإنسان من نواحٍ متعددة أهمها:

 ذهابها بعقل شاربها حيث تفقده وعيه فتنحدر بكرامته كمن لا عقل له. وماذا يصبح حال الإنسان بعد أن يتوه عن وعيه ويفقد صوابه سوى أن يتفوه بكلام غير متزن ويأتي بتصرفات غير مسئولة وما يقابله من الناس في ذلك من هُزء وسخرية!

St-Takla.org Image: Faith VS mind, puzzle صورة في موقع الأنبا تكلا: الإيمان و العقل، ألغاز

St-Takla.org Image: Faith VS mind, puzzle

صورة في موقع الأنبا تكلا: الإيمان و العقل، ألغاز

 إنها تخرب صحة الإنسان. إذ تسبب تليف الكبد أحد الأعضاء الرئيسية في جسم الإنسان الذي إذا تعطلت وظيفته تسبب في وفاة الإنسان. لذلك يقول الكتاب "لا تكن بين شريبي الخمر بين المتلفين أجسادهم" (أم23: 20).

 إنها تسبب للإنسان الفقر. كما يقول الكتاب "لأن السكير والمسرف (أو النهيم) يفتقران" (أم23: 21).

 لها ضررها الروحي الذي يتمثل في عبودية الإنسان لها واستسلام إرادته لسيطرتها وإدمان تعاطيها فيصل إلى حالة تدعو إلى الرثاء. خصوصًا عندما تبدأ صحته في التدهور والانهيار، في الوقت الذي هو عاجز فيه عن التحرر من عادة شربها حتى تودي بحياته.

وإن كانت الخمر هكذا في مضارها بكل كيان الإنسان جسديًا وعقليًا وروحيًا وماديًا كما وضَّحتها أقوال الكتاب فهل يُقال بعد كل هذا إن المسيحية تحلل شرب الخمر وإدمانها؟ ولعل المجتمع يقتنع بأنه يهاجم المسيحية في أمر يهاجمه الإنجيل أصلًا، كما ذكرنا أيضًا هنا في موقع الأنبا تكلا هيمانوت في أقسام أخرى. فلا يصح أن يندفع للإساءة بالمسيحية في أذهان العامة والبسطاء وغير العارفين.

ومن جهة أكل الخنزير فكان قد حرمه الله على اليهود في شريعة العهد القديم مع بعض الحيوانات الأخرى مثل الجمل والوبر والأرنب (لا11: 1-8). وكان هذا ضمن تشريعات أخرى مثل الختان وبعض الغسلات الجسدية وتحديد حالات لنجاسة الجسد. وكلها كانت تشريعات صالحة لهم من ناحية الصحة الجسدية. ولكنها في نفس الوقت كان لها غرض روحي، وهو أن ترتبط هذه الأمور الحسية في ذهنهم بأنها تميزهم عن بقية الشعوب كشعب مقدس لله.

ولكن بعد مجيء المسيح وانفتاح باب الإيمان لجميع الأمم لم تعد هناك حاجة لتمييز شعب عن آخر بعادات جسدية. وهذا ما أعلنه الله لبطرس الرسول في رؤيا. إذ رأى ملاءة مملوءة من دبابات الأرض وناداه قم اذبح وكُل. فقال حاشا أن آكل دنسًا أو نجسًا. فقال له "ما طهره الله لا تدنسه أنت" (أع10: 15). وهكذا صارت النظرة المسيحية إلى كل خليقة الله أنها طاهرة، إلا ما فيه ضرر بصحة الإنسان. ومن جهة أخرى إن كان أهم أدوية علاج مرض السكر تدخل فيه مادة من الخنزير. فهل سيمتنع مرضى السكر من أي عقيدةٍ كانت عن تناول هذا الدواء بسبب نجاسة الخنزير؟

وبهذه المناسبة فإننا نذكر ما حَرَّم الإنجيل أكله كما ورد في (أع15) وهى الدم لأن فيه نفس الحيوان، ولأن الدم بيئة خصبة للجراثيم مما قد يسبب أمراضًا لمن يأكل لحمًا بدمه. ثم المخنوق لأنه يُقتل بطريقة غير سليمة ثم ما ذُبِح للأوثان لعدم مشاركة الوثنيين في عبادتهم. كذلك لا يأكل الإنسان ما يسبب عثرة للآخرين (1كو8: 13). أو ما يتسلط عليه فيصبح مستعبدًا له (1كو6: 12). لأن هذا قد يحرمه من بركة الصوم مثله تمامًا مثل السجاير وبقية المكيفات.


الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع

https://st-takla.org/books/fr-salaib-hakim/question-answer/pigs.html

تقصير الرابط:
tak.la/qg6r349