إن الردود التي عرضناها في هذا الكتيب ما هي إلا
تعريف موجز ومقتضب، ويعتبر قطرة من بحر من معارف إيماننا وعقائدنا وروحانياتنا
بخلاف أسرارنا المقدسة. ولعلها تفتح أمامك طريقا لطلب الاستزادة. فالمعرفة
الروحية هي نافذة على عالم الأبدية. وكلما زادت كلما اتسعت فتحة النافذة وزادت
الرؤية على ما هو غير منظور. إلا أن المعرفة ليست غاية في حد ذاتها، ولكنها
وسيلة لبلوغ سعادتك باستثمارها في حياتك. وذلك بأن تكون منهجًا لك. فتصبح
أعمالك وسلوكياتك كتابًا مفتوحًا أمام الجميع يقرأون فيه ما تكنزه في داخلك من
معرفة. فتصير كارزًا بعملك أكثر مما بكلمتك. أما من جهة مجتمعنا فما نتطلع إليه هو التعاون
بين أصحاب الديانات على دعم الأخلاق والعمل الصالح لأنه أنفع لمجتمعنا لسلامه
ورخائه. أما العقائد كإيمان بمسلمات إلهية معينة فهي شيء خاص بين الإنسان
وإلهه. وبصفته الشخصية في ذاته إن كان يؤمن بها أو يتشكك فيها. وعليه أن يحتفظ
بها لذاته ويحترم عقيدة الآخر ولا داعي لمحاورات بقصد هدم دين الآخر أو تغيير
هذا الآخر عن دينه وما تتصف به هذه المحاورات من عنف وعصبية تؤدى إلى شحن
النفوس بالعداوة والحقد والكراهية مما ينعكس سلبيًا على سلام المجتمع. ويقول
فضيلة الدكتور محمد المسير الأستاذ بجامعة الأزهر "الحوار إنما هو حوار بين أهل
الأديان بمعنى أن نتعايش جميعًا بأن نكون عباد الله إخوانًا، والأديان مختلفة
والعقائد متباينة ولا يمكن التنازل عنها بحالٍ من الأحوال. فنحن نتحاور من أجل
أن نعيش مُتسالمين أو مُسالمين"(1). وما يجب أن ننتبه إليه هو أننا كلنا نجابه عاملًا
مشتركًا له تأثيره الفعال على سلوكيات مجتمعنا في القريب والبعيد، وهو خطورة
التيارات الواردة بما تحمله من قيم الحرية واستغلال
إبليس لها لتوظيفها مع ميول
الإنسان الطبيعية والغريزية، وما يمكن أن تجلبه من متاعب لمجتمعنا ككل. والكل يلاحظ أن تصدير الجريمة والإباحية عبر
وسائل الاتصالات المختلفة هي سبب قوى في انتشار الجريمة ونموها في مجتمعنا، كما
ذكرنا أيضًا هنا في
موقع الأنبا تكلا هيمانوت في أقسام أخرى.
ولا
نريد أن يعانى هذا المجتمع من زيادة في نسبة الجريمة أو تنوعها بين الكبار
والصغار وبين المتعلمين والأميين على السواء. أو تتردد الشكوى من سلوكيات النشء
في مختلف مراحل العمر. كما لا يصح أن نزكى دافع التعصب وخصوصًا أن تاريخ
الشعوب يرينا الأثر السلبي والسيئ لظاهرة التعصب الديني في خلق المناوشات
والعداوات والأحقاد والكراهيات. وكم ينتج عنها من مصادمات دامية وانهيار
اقتصادي وقلاقل سياسية وتخلف اجتماعي!
_____
(1)
الأهرام 28 / 6 / 2002.
الحواشي والمراجع
لهذه الصفحة هنا في
موقع الأنبا تكلاهيمانوت:
الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع
https://st-takla.org/books/fr-salaib-hakim/question-answer/epilogue.html
تقصير الرابط:
tak.la/zq3r6x7