· من أجمل الأمور في هذه المرحلة أننا نشعر بالحاجة أكثر إلى الله وبالرغبة في الاقتراب إليه، فصراعنا مع رغباتنا وشهواتنا يقل مما يتيح لنا فرصة الاهتمام بأبديتنا فنتجه إلى الكنيسة ونتفرغ للصلوات ولدراسة الكتاب المقدس "فاذكر خالقك في أيام شبابك قبل أن تأتي أيام الشر أو تجيء السنون إذ تقول ليس لي فيها سرور" (جا 12: 1).
· أقترب أكثر من زوجتك وأهتم بها، فلو أن الزوجة ترى أنها غير راغبة في العلاقة الحميمة فالحب أقوى وهو أساس الأسرة، وإن كانت تشعر بأنها لم تعد جذابة كما كانت قبلا فاشعرها بأنها صارت أجمل وبأن العمر زادها جمالا وجاذبية "ايها الرجال أحبوا نساءكم كما أحب المسيح أيضًا الكنيسة واسلم نفسه لأجلها" (اف 5: 25).
· اقتربي أكثر من زوجك لأنه يحتاجك أكثر من ذي قبل، وحبك العميق وتقديرك له يحميه من المراهقة المتأخرة (التي سبق الإشارة إليها)، أنصتي له وأفهميه وتعاطفي معه وشاركيه همومه.
· أغفر لشريكك لأن الغفران يقوي العلاقات داخل الأسرة ويحمي البيت من الانهيار، فقد يخطئ شريكك فأذكر أنه أيضًا بشر مثلك "وإن اخطأ إليك سبع مرات في اليوم ورجع إليك سبع مرات في اليوم قائلا أنا تائب فأغفر له" (لو 17: 4).
· بعدما انتهيتما من تربية أولادكما أهتما بأن تعملا معا بعض الأعمال كقراءة الكتاب المقدس أو الاشتراك في خدمة ما أو ممارسة رياضة المشي (مثلًا) أو مشاهدة البرامج التليفزيونية النافعة والمسلية.
· تواصلًا مع الأصدقاء القدامى والحاليين وقومًا بمشاركتهم أفراحهم وأحزانهم، عملا بقول معلمنا بولس الرسول: "فرحا مع الفرحين وبكاء مع الباكين" (رو 12: 15).
· أشعرا بالفخر بما أنجزتماه في حياتكما، فقد قمتما بتربية أولادكما وتربيتهم، وفي مجال العمل حققتما تقدمًا وتدرجًا متصاعدًا في السلم الوظيفي وفي خبرات العمل.
عندما تقوما بتقييم حياتكما لا تظلما أنفسكما، وإن رأيتما أن هناك بعض الأهداف التي لم تتحقق بعد فأعلما أنه لا يزال أمامكما متسعًا من الوقت.
· تابعا أولادكما فعلى الرغم من بلوغهم الرشد إلا أن الخبرة تنقصهم، فلا تبخلوا عليهم بالنصيحة من خلال الحوار معهم غير أنه من الضروري ألا تحاولا فرض آرائكم عليهم.
· قد تحتاجا إلى مرشد لكما فاتفقا على من تتخذونه مرشدا (إشبين الزواج) أو أب الاعتراف أو المشير النفسي، على أن يتصف ذلك المرشد بالخبرة والعلم والحيادية وكتمان السر والقدرة على إدارة الحوار بينكما.
· للرجل أقول:
"أحذر القرارات المتسرعة المتعلقة بتغيير العمل أو المتعلقة بالأسرة لأن القرارات السريعة غير المتأنية والمدفوعة بالانفعالات غالبا -إن لم يكن دائما- ما تكون خاطئة، فأرجع لمرشدك وتأنى قبل اتخاذ أي قرار مصيري".
· وللمرأة أقول:
"لا تنزعجي من آثار تقدم العمر على شكلك الخارجي، فلا تزعجك التجاعيد ولا يزعجك الشعر الأبيض لأن تقدم العمر يعني الحكمة والعمق في الخبرة، صححي مفهومك عن الجمال لأن الجمال غير منحصر في الجمال الخارجي والشكلي وإنما الجمال كما يراه سفر الأمثال هو أن الحسن غش والجمال باطل أما المرأة المتقية الرب فهي تمدح (ام 31: 30).
· وفي النهاية تقبلا ما وصلتما إليه من العمر، فهذه هي الحياة التي ننتقل فيها من مرحلة لأخرى ولا سبيل لنا لإيقاف عجلة الحياة. عش حاضرك وتمتع به، كما ذكرنا أيضًا هنا في موقع الأنبا تكلا هيمانوت في مواضِع أخرى. واذكر قول سيدنا المسيح له المجد:
"...أما أنا فقد أتيت لتكون لهم حياة وليكون لهم أفضل" (يو 10: 10).
الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع
https://st-takla.org/books/fr-raphael-nasr/middle-age/live.html
تقصير الرابط:
tak.la/j5tx424