في بعض كتب "علم نفس النمو" تعني المراهقة المتأخرة الثلث الثالث والأخير من مرحلة المراهقة (التي تبدأ عند سن الثانية عشر وتمتد حتى الحادية والعشرين من العمر).
فالفترة من 18-21 سنة هي المراهقة المتأخرة أي هي القسم الأخير من مرحلة المراهقة.
وأما هنا وفي معرض تناولنا لمرحلة نصف العمر فنحن نعني بها ما يمر به الرجل والمرأة من بعض مشاعر التي انتابته عندما كان (أو كانت) مراهقا.
فقد يشعر وقد يسلك الرجل (أو المرأة) كمراهق فيميل للفتيات الصغيرات وقد يهتم - بدرجة مبالغ فيها - بمظهره وهندامه، كذلك المرأة قد تقدم على ارتداء ملابس لا تليق بسنها وقد تتجاوب مع كلمات المجاملة من شباب يصغرونها في السن.
· إذا لم ينعم الإنسان بالشبع الكافي من العاطفة في فترة مراهقته وطفولته فهو أكثر عرضة للمراهقة المتأخرة. وقد أشارت إحدى الدراسات إلى أن الأطفال الذين يعيشون طفولة سعيدة يكونون قادرين في المستقبل على التأقلم والتفاعل الانفعالي وحل المشكلات بطريقة سلسة.
فَمَنْ فقد الحب في سنوات حياته الأولى يقضي بقية عمره باحثا عن الحب والاهتمام.
· سبق أن أشرنا لحالة الفتور والملل التي تمر بها العلاقة بين الزوجين في مرحلة منتصف العمر، كما ذكرنا أيضًا هنا في موقع الأنبا تكلا هيمانوت في مواضِع أخرى. فيشعر كلا الزوجين أو أحدهما بحالة من الفراغ العاطفي وبالحاجة لمن يملأ هذا الاحتياج والفراغ، وقد تتسبب ضغوط العمل أو ضغوط الحياة بصفة عامة إلى الشعور بالفراغ العاطفي.
· في مرحلة منتصف العمر يشعر الرجل والمرأة بالضعف وبالاقتراب من مرحلة الشيخوخة، فيجاهد وتجاهد للاحتفاظ بالشباب مما يدفع البعض للارتباط بالشباب أو بمحاولة تقمصهم وتقليدهم، فشعور المرء بأنه فقد جاذبيته يدفعه ليثبت لنفسه أنه لازال شابًا وجذابًا.
· فراغ الوقت يعد أيضًا من الأسباب التي تدفع للمراهقة المتأخرة، فالمرأة التي لا تعمل تعاني من فراغ في الوقت، كما أن الرجل وبخبرته وبمركزه المرموق في العمل قد يتاح له الوقت مما يجعله يمر بفراغ الوقت.
· يحتاج كلا الزوجين خلال تلك المرحلة إلى الدعم والمساندة النفسية، وهنا يبرز دور الشريك ( الزوجة أو الزوج) فيقترب أكثر من شريكه ويسمعه بتفهم ويقبل ضعفه كإنسان ويسانده.
· تأمل النجاحات التي حققها المرء فينشغل بالمزيد من النجاحات فيسعى للهدف ولا ينشغل بما لا فائدة منه، فلا يكن لديه أي فراغ في الوقت، كذلك المرأة غير العاملة يمكنها الاندماج في الخدمة أو في النشاطات الاجتماعية.
· تقبل فترة منتصف العمر بفرح، وقبول الشيخوخة كمرحلة جني الثمار، وتذكر أن الضعف الجسدي ليس نهاية العالم، فمع وهن الجسد توجد الخبرات والحكمة.
الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع
https://st-takla.org/books/fr-raphael-nasr/middle-age/late.html
تقصير الرابط:
tak.la/tqb77wr