يقول القديس هيلاري أسقف بواتييه والمُلقب بأثناسيوس الغرب: "الكتاب ليس في قراءته ولكن في فهمه". وكثيرًا ما نقف أمام آياتٍ عسرة الفهم أو من الصعب إدراكها إذا لم يشرحها لنا أحد من الذين ذاقوا عشرة مع الكاتب الحقيقي لهذه الآيات؛ الروح القدس الفاعل في الكاتب. فقد قرأ هؤلاء الآباء الكتاب المقدس من خلال نظارة الإيمان المُسلم مرة للقديسين، وبذلك استطاعوا أن يفسروه، ليس طبقًا لكلمات يمكن أن تقصد أكثر من معنى، بل طبقًا للمعنى الذي أراد الكاتب الحقيقي للآيات أن يوصله للبشر.
تناولتُ يومًا في أحد الاجتماعات موضوع حروب العهد القديم، وذكرتُ للشعب أن الله لم يصنع الشر ولم يخلقه، بل نحن الذين جلبناه على أنفسنا. وهنا قام أحد الإخوة الغيورين وقال لي: "مكتوب بوضوح في (إشعياء 45: 7) أن الله هو {خالق الشر}". وقال آخر: "هَلْ تَحْدُثُ بَلِيَّةٌ فِي مَدِينَةٍ وَالرَّبُّ لَمْ يَصْنَعْهَا؟ (عا 3: 6)". فوعدتهم أني سأدرس الآية الأولى تحديدًا من خلال أقوال آبائنا القديسين، وشرحها من أقوالهم المملوءة من الروح القدس. ولعلنا يمكن أن ندرك أن الغرض الحقيقي من نص الإصحاح هو أن الله يوضح لكورش أنه هو دون سواه الإله الوحيد، وليس كما كان يعتقد أهل هذه المنطقة بآلهة للشر وآلهة للخير. إلا أنه بالفعل قد أخذ البعض على عاتقهم أن يستخدموا تلك الآية في غير مواضعها. لذلك بدأت أجمع وأترجم أقوال الآباء بخصوص شرح هذه الآية. وهكذا جاءت فكرة تقديم ما تم ترجمته من أقوال الآباء بخصوص آية واحدة في كُتيب يكون دليلًا لمن يريد أن ينهل من نهر معرفة الآباء، ومن هنا بدأت فكرة سلسلة "إيمان الكنيسة حول آية".
الله يجعل هذا الكتيب سبب بركة وعشرة لله الآب والابن والروح القدس، بصلوات أبينا رئيس الأساقفة البابا الأنبا تواضروس الثاني وشريكه في الخدمة الرسولية الأسقف المكرم الأنبا هرمينا.
29 برمهات 1735 - 7 إبريل 2019
عيد البشارة المجيد -تذكار عيد القيامة المجيد
الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع
https://st-takla.org/books/fr-pakhomius-marcos/god-peace-vs-calamity/introduction.html
تقصير الرابط:
tak.la/bpfh6zq