3- منهجه الكنسي:
* كرس القديس بولي الرسالة إلي أفسس لكشف عن مفهوم الكنيسة في منظار مسيحي معلنا إنها جسد لقد المسيح وجاءت رسالته إلي أهل كولوسي مكملة لها إذ تعلن عن المسيح رأس الكنيسة وكذلك في بقية الرسائل لا يكف بولس عن الحديث عن الكنيسة بطريقة مباشرة وغير مباشرة لندرك مركزنا في الله.
* نستطيع أن نقدم هنا الخطوط الرئيسية لهذا المنهج الكنسي في الآتي:
عمومية الخلاص - حواء الجديدة - مدعوي يسوع المسيح - وحدة الكنيسة - الاهتمام بنظام الكنيسة
* بنظرته القديمة الفريسيَّة كان يري الكنيسة حكرا علي شعب معين، أما "في المسيح" فأدرك مركز البشرية كلها في عيني الله، أنها موضع حبه، يشتاق للكل بلا تمييز ليدخل بهم إلي البنوة الإلهية.
* فأن كان اليهود شعب الله المختار، "أحباء من أجل الآباء" (رو28:11) لكنهم لم يكونوا أحسن حالا من الأمم، "إذ الجميع أخطأوا وأعوزهم مجد الله" (رو23:3)...
* فالبشرية كلها هي موضع سرور الله الذي اختارنا في المسيح فالله محب البشر من أجل نعمته المجانية وحبه بلا مقابل نحو كل البشر، "يريد أن جميع الناس يقبلون والي معرفة الحق يقبلون" (1تي 4:2).
* نري أن بولس الرسول يقابل بين السيد المسيح وآدم في (رو5) ليعلن أن المسيح هو آدم الجديد الذي فيه تقوم الكنيسة حواء الجديدة أم كل الأحياء بلا تمييز للجنس أو اللغة أو الثقافة... إلخ. فهي أم جميع المؤمنين.
* إن كان المسيح هو آدم الثاني كتعبير الرسول نفسه فأن الكنيسة هي حواء الثانية، التي نالت الخلقة الجديدة فالكنيسة في أعماقها هي تجديد للطبيعة بالروح القدس في حياة المعمودية لنوجد ثابتين في آدم الجديد، أعضاء في جسده، إذ يقول الرسول "و إياه جعل رأسا فوق كل شيء للكنيسة التي هي جسده ملء الذي يملأ الكل في الكل" (أف23،22:1).
← انظر كتب أخرى للمؤلف هنا في موقع الأنبا تكلا هيمانوت.
* حيث كان يكتب الرسول إلي كنيسة رومية يدعو المؤمنين "مدعوي يسوع المسيح" (رو6:1)، "أحباء الله مدعوين قديسين" (رو7:1).
* إذ شعر بولس بدعوة الله له لا كمؤمن فقط وإنما كرسول مفرز لنجيل الله (رو1:1) كسر قوة ونجاح في حياته، أراد أن يوجه أنظار الكنيسة إلي دعوة الله لها، فشعر المؤمن انه مدعو من الله إلي ملكوته ومجده (1تس12:2).
* هذه النظرة تهب المؤمن ثقة ورجاء في الذي دعاه أن يثبته في الإيمان وسط الضيقات ويسنده في حروبه ضد الخطية. يقول الرسول "أمين هو الرب الذي سيثبتكم ويحفظكم من الشرير" (2تس3:3).
* إذ واجه القديس بولس انقسامات وانشقاقات تحدث عن وحدة الكنيسة التي تقوم علي وحدة الإيمان والفكر "أطلب إليكم أيها الاخوة باسم ربنا يسوع أن تقولوا جميعكم قولا واحدا ولا يكون بينكم انشقاقات بل كونوا كاملين في فكر واحد ورأي واحد" (1كو10:1).
* اهتم الرسول في حديثه مع تلميذيه تيموثاوس وتيطس عن بعض التنظيمات الكنسية مثل الأسقفية والقسيسية والشموسية، ونظام الترمل والعذارى... إلخ. لكن مع هذا النظام الدقيق الذي يلزم إتباعه يري في الكنيسة سمة (اسخاتولوجية سماوية) في أعماقها، أبدية في طبيعتها، لاتحادها مع عريسها الأبدي... لهذا يؤكد الرسول "أقامنا معه وأجلسنا في السماويات".
الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع
https://st-takla.org/books/fr-maximos-samuel/st-paul/method-clerical.html
تقصير الرابط:
tak.la/sfb9g9m