3- من عظات أنبا شنوده: آداب العبادة الحقيقة
"لندخل إلى مساكنه عند موطئ قدميه" (مز132:7).
لا يرفع أحد رأسه أثناء سجوده لأن ذلك من الحماقة وعدم الخشوع، وعندما ننهض من سجودنا لنرسم ذواتنا بعلامة الصليب المقدسة ونصلي قائلين "يا رب سمر خوفك في قلوبنا لكي نجاهد في سبيل الحياة الأبدية بمخافتك وليصرخ كل واحد في قلبه ويتنهد قائلا: طهرني يا رب من خطاياي الخفية، أشفق على عبدك بين الغرباء لكي لا يتسلطوا على فأصير معافى بنعمتك، قلبًا نقيًا أخلقه في يا الله وروحًا مستقيمًا جدده في أحشائي.
وفي جلوسنا أثناء العظة لنرسم علامة الصليب على جبهتنا ونجلس ونصغي بكل قلوبنا وآذاننا وأفكارنا للكلمات المقدسة التي تقال، كما هو مكتوب "يا بني أصغ إلى كلامي أمل أذنك إلى أقوالي" (أم4:20)، وحذار أن يلتفت أحد إلى وجه أخيه بدون داع لأن ذلك يخرج خشية الله من القلب، وإذ نضع قلوبنا بين أيدينا في حضرة ربنا الذي هو في وسطنا نرفع قلوبنا إليه متممين قول الكتاب" قدموا للرب مجد اسمه اسجدوا للرب في زينة مقدسة" (مز29:2) وأيضًا "عند دعائي استجب لي يا اله بري في الضيق رحبت لي تراءف على واسمع صلاتي" (مز4:1).
ولا يقل أحد في نفسه إنني لست مستحقا أن اصرخ للرب لأني خاطئ فإن الابن الذي بذر أموال أبيه في كورة بعيدة، لما رجع إليه من كل قلبه وقال بانسحاق يا أبي أخطأت ولست مستحقًا وأن أدعى لك ابنًا.. لم يدعه أبوه يكمل كلماته بل ركض إليه ووقع على عنقه وقبله بفرح وحنان، وكذلك العشار الذي قرع صدره ولم يجرؤ على أن يرفع عينيه إلى السماء، ذهب إلى بيته مبررًا، وداود الجبار في الروحيات، الذي وقع في الزنا وقتل ليغطي جريمته، قبل الرب توبته ودموعه ورفع عنه خطيته.. وبطرس الرسول الذي أنكر سيده ثلاث مرات، نبهه الرب إلى سقطته بلفته من عينيه وقبل دموعه وندمه وأعاده إلى رتبته الأولى.. من أجل هذا فلتكن لنا ثقة بمراحم الله العظيمة ولنصلي إليه من كل قلوبنا في كل وقت. "ولكن لنا ثقة مثل هذه بالمسيح لدي الله" (2كو3:4).
الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع
https://st-takla.org/books/fr-botros-elbaramosy/ebooks/shenouda-the-archimandrite/worship.html
تقصير الرابط:
tak.la/naj9fkm