1- من عظات أنبا شنوده: طريق الحياة
أمام كل إنسان طريقان واحد للحياة والآخر للموت. أما طريق الحياة فهكذا.. تحب الرب إلهك من كل قلبك ومن كل نفسك ومن كل قدرتك ومن كل فكرك وتحب قريبك كنفسك، فالذي لا ترضاه لنفسك لا تفعله بغيرك (لا تقتل لا تزن لا تسرق لا تشهد بالزور) (مت 18: 19) لا تستعمل السحر, ولا تسقط امرأة حامل بشيء من الأدوية لا تقتل المولود منها. لا تشتهى شيء من أمتعة صاحبك. احذر من أن تكون ذا قلبين وتنطق بالكذب ولا تقطع أجرة الأجير ((لا تغضب قريبك ولا تسلب ولا تبت أجرة الأجير عندك إلى الغد)) (لا 19: 13).
يا ابني لا تكن خطافًا ولا سالبًا ولا مرابيًا واحذر الكبرياء لأن المتكبر يرذله الله ويقاومه. لا تتحدث بالرديء على أخيك قد يكون عند الله أفضل منك (وأما أنت فلماذا تدين أخاك).
أيضا لماذا تزدري بأخيك لأننا جميعًا سوف نقف أمام كرسي المسيح (رو 14: 10)
لا تبغض أحدًا من الناس لأنهم صورة الله ومثاله, فان زل أخيك واخطأ إليك فعاتبه بينك وبينه ولا توبخه أمام الآخرين (اهرب من كل شر ولا تعاشر فاعلي السوء) (ام 19: 16).
يا ابني لا تكن حاسدًا ولا حاقدًا فأن ذلك يدفعك إلى القتل ولا يكن همك في الشهوات لأن الشهوة تقود إلى الزنا.
لا تتكلم بأقوال قبيحة ولا تقبل الرقاة ولا السحرة لا تقترب منهم أو تستمع لحديثهم لان من اقترب من هؤلاء يبتعد عنه الله (وأما الخائفون وغير المؤمنين والرجسون والقاتلون والزناة والسحرة وعبدة الأوثان وجميع الكذبة فنصيبهم في البحيرة المتقدة بنار وكبريت الذي هو الموت الثاني (رؤ 21: 8).
ولا تكن محبًا للمال أو الافتخار به فمنه يأتي كل الشرور ولا تكن متذمرًا فأن ذلك يقود للتجديف على الله. (يا ابني لا تكن صغير النفس ولا تفكر في السوء (سيراخ 7: 9) بل كن وديعًا فإن الودعاء يرثون الأرض.
كن طويل الروح بسيط القلب متواضعًا في كل حين ولا تكن ملاصقًا للأغنياء المنتفخين المتكلين على أموالهم بل عاشر الأبرار والمنسحقين، كما ذكرنا أيضًا هنا في موقع الأنبا تكلا هيمانوت في مواضِع أخرى. وكل ما يأتي عليك من خير أو شر فاقبله بالشكر عالمًا انه لن ينالك شيء إلا بسماح من الله لأجل تنقيتك وتزكيتك وفوزك بالأكاليل السمائية حسب حكمته العالية (طوبى للرجل الذي يحتمل التجربة لأنه إذا تزكى ينال إكليل الحياة الذي وعد به الرب للذين يحبونه (يع 1: 12).
يا ابني تذكر كلام الله في الليل والنهار لان الرب يحل في الموضع الذي يذكر فيه اسمه، ولا تخاصم أخوتك بل تشبه بسيدك وكن صانعًا للسلام وحاول أن تصلح بين المتخاصمين:
(ليعرض عن الشر ويصنع الخير ليطلب السلام ويجد في إثره (بط 3: 11).
يا ابني لا تقلل يدك ولا تبخل على الأخوة في عطائك ولا تغتم في تعبك لأجلهم (مَنْ سألك أعطه ومن طلب منك فلا ترده) (لو 6: 3).
واعلم أن المجازى الصادق هو ربنا يسوع المسيح غافر خطايانا فإذا أشركنا معنا المحتاجين في الفانيات فإننا نشاركهم كذلك في الباقيات لان المحبة ليست بالكلام واللسان بل بالعمل والحق.
فإذا حفظت هذه الوصايا فانك تسلك في طريق الحياة والسبيل المبارك إلى الأبد ذلك الذي للملك الواحد ربنا يسوع المسيح، وأما طريق الموت فالسالك فيه موت أبدي "" الموت الذي كان معدا لإبليس وكل جنوده الردية.
قال الرب يسوع إن كل منا لابد أن يقف أمام المنبر السمائي لينال جزاء ما صنعه في حياته خيرًا كان أم شرًا، فإن كنا نسلك في وصايا الله وحسب مشيئته المقدسة فإننا سنملك معا وننال ميراث "ما لم تر عين ولم تسمع إذن ولم يخطر على بال إنسان ما أعده الله للذين يحبونه" (1كو2:9)، وأما إن شابهت أعمالنا الشياطين فستكون أبديتنا معهم في العذاب الذي بلا نهاية في النار الأبدية المعدة لهم.
"ثم يقول أيضًا للذين على اليسار اذهبوا عني يا ملاعين إلى النار الأبدية المعدة لإبليس وملائكته" (متى25:41).
الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع
https://st-takla.org/books/fr-botros-elbaramosy/ebooks/shenouda-the-archimandrite/way.html
تقصير الرابط:
tak.la/92q7bwd