السؤال الثالث
هل يقبل الله التحدي؟ لو افترضنا جدلًا أن الرب يسوع المسيح قبل تحدي إبليس له، وحول الحجارة إلى خبز فوق جبل التجربة، ألم يكن ذلك أفضل؟ فكم من الناس ستؤمن بألوهيته؟
الإجابة:
ماذا لو تحدى الملك أو رئيس الجمهورية أحد العامة الأشرار قائلًا له: "إذا كنت رجلًا شجاعًا فافعل كذا أو كذا؟" فهل يستجيب له، وإن استجاب لتحديه، هل يُعتد بشهادة هذا الصعلوك عن ذلك الملك العظيم، أم إذا اعتز الملك بهذه الشهادة يكون قد أهان نفسه.
· إن قيمة أي شهادة تأتي من شخصية مَن شهد بها... فجامعة السوربون The Sorbonne في فرنسا -مثلًا- شهادتها لها قيمة أعظم من شهادة جامعة.. أو جامعة..
· أنه نزول لدون المستوى العالي وغير المحدود والمتناهي لله أن يقبل تحديًا مثل هذا.
إن قبول ملك عظيم لتحدٍّ مثل هذا يعبر عن عدم ثقته في نفسه، ويكون مثل هذا الشرير قد أزعج ذلك العظيم حتى قبل تحديه، فهل بعد قبوله للتحدي سيدعى عظيمًا؟! أشك في ذلك. وبالطبع حاشا لله من مثل هذا.
إن قبل الملك تحديًا من شرير يسأل بشرٍّ وبمكر، هل سيقتنع ذلك الشرير؟! أم لشره سيبحث عن تحدٍّ ثانٍ لأنه شرير، وهدفه ليس البحث عن الحقيقة؛ بل سيظل في عدم اقتناع وبحث عن وسيلة ليثبت العكس لأنه شرير.
هل المعجزات هي الوسيلة المُثلى للإيمان؟ إن كان كذلك فلماذا لم يؤمن اليهود عندما رأوا الرب يقيم لعازر بعد أربعة أيام من موته؟ ولماذا لم يؤمنوا به عندما خلق عينين للأعمى منذ ولادته، ولماذا لم يؤمنوا عندما..؟! ولماذا لم يؤمنوا..؟!
· في معجزة تجلي القديسة العذراء بالزيتون سنة 1968 م. رآها المسيحيون وغير المسيحيين، كما ذكرنا أيضًا هنا في موقع الأنبا تكلا هيمانوت في مواضِع أخرى.. الملايين من البشر مصريين وأجانب.. وسجلتها عدسات المصورين ومازالت صفحات الجرائد تحتفظ بتفاصيل هذا التجلي العظيم، وأيضًا كُتِبَ عنها الكثير من الكتب بلغات كثيرة، ولكن هل آمن الناس وتغيرت حياتهم؟!
· إن عدم إيمان الناس ليس بسبب نقص المعجزات التي صنعها الرب يسوع؛ بل بسبب شرهم وعماهم الداخلي أي جهاز الاستقبال الذي يستقبلون به هذه الآيات.. أي قلبهم الشرير، وقد سجل الكتاب المقدس ذلك قائلًا: "وَمَعَ أَنَّهُ كَانَ قَدْ صَنَعَ أَمَامَهُمْ آيَاتٍ هذَا عَدَدُهَا، لَمْ يُؤْمِنُوا بِه" (يو37:12).
الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع
https://st-takla.org/books/fr-bishoy-fayek/question-1/03.html
تقصير الرابط:
tak.la/gz52949