St-Takla.org  >   books  >   fr-bishoy-fayek  >   mary-zaytoun
 

مكتبة الكتب المسيحية | كتب قبطية | المكتبة القبطية الأرثوذكسية

كتاب قباب الزيتون المنيرة: أسباب ظهور العذراء مريم - القس بيشوي فايق

19- العذراء الأَمَةُ والخادمةُ

 

St-Takla.org Image: Visitation, by Mariotto Albertinelli - from "Story of the Bible", authored by Rev. Hurlbut, 1904. صورة في موقع الأنبا تكلا: الزيارة من مريم لأليصابات، رسم الفننا ماريوتو ألبيرتينيللي - من كتاب "قصة الكتاب المقدس"، إصدار الكاهن هيرلبات، 1904.

St-Takla.org Image: Visitation, by Mariotto Albertinelli - from "Story of the Bible", authored by Rev. Hurlbut, 1904.

صورة في موقع الأنبا تكلا: الزيارة من مريم لأليصابات، رسم الفننا ماريوتو ألبيرتينيللي - من كتاب "قصة الكتاب المقدس"، إصدار الكاهن هيرلبات، 1904.

كثيرون يظهرون استعدادهم للخدمة، بقولهم لغيرهم: "مُرني أنا خدَّامك"، ولكنهم في غالب الظن قد لا يقصدون ما يقولون، لأن مثل هذه التعبيرات قد يرددونها على سبيل المجاملة.

أما العذراء فقد أجابت الملاك جبرائيل الذي أتاها بالبشارة المباركة، قائلة: "...هُوَذَا أَنَا أَمَةُ الرَّبِّ. لِيَكُنْ لِي كَقَوْلِكَ.." (لو1: 38). لقد عبرت العذراء عن منهج الحياة الذي تحيا به، وهو الاستعداد الدائم لطاعة الله كخادمة، أو كعبدة.

كانت أليصابات الحبلى في شيخوختها في حاجة ماسة لمحبتها، فقامت سريعًا لتضع نفسها كخادمة مطيعة بين يديها، كقول الكتاب: "فَقَامَتْ مَرْيَمُ فِي تِلْكَ الأَيَّامِ وَذَهَبَتْ بِسُرْعَةٍ إِلَى الْجِبَالِ إِلَى مَدِينَةِ يَهُوذَا" (لو 1: 39). إن قول الكتاب: "ذهبت بسرعة" يؤكد استعدادها للخدمة، لأن مَن يخدم على سبيل أداء الواجب دون أن تدفعه المحبة، لا يوجد ما يجبره على الاستعجال، أو الشوق لتقديم الخدمة، فالمهم عنده أن يتمم العمل شكلًا.

في عرس قانا الجليل عَلِمت العذراء القديسة أن الخمر فرغ، وهذا يؤكد أنها لم تكن تجلس كزائرة أو ضيفة، لكنها كانت تخدم بالداخل مع أهل العروسين، ذهبت القديسة تشفع في أهل العرس أمام الرب، دون أن يطلب منها أحد ذلك؛ فأعطاها الرب اشتياق قلبها، وحَوّلَ الماء إلى خمر.

← انظر كتب أخرى للمؤلف هنا في موقع الأنبا تكلا هيمانوت.

لقد رفض الرب المفهوم العالمي القائل: أنَّ العظيمَ هو الذي يُخْدَم، وأنَّ مَن يَخَدِم هو الأقل كرامة، بقوله: "أَنْتُمْ تَدْعُونَنِي مُعَلِّمًا وَسَيِّدًا، وَحَسَنًا تَقُولُونَ، لأَنِّي أَنَا كَذلِكَ. فَإِنْ كُنْتُ وَأَنَا السَّيِّدُ وَالْمُعَلِّمُ قَدْ غَسَلْتُ أَرْجُلَكُمْ، فَأَنْتُمْ يَجِبُ عَلَيْكُمْ أَنْ يَغْسِلَ بَعْضُكُمْ أَرْجُلَ بَعْضٍ، لأَنِّي أَعْطَيْتُكُمْ مِثَالًا، حَتَّى كَمَا صَنَعْتُ أَنَا بِكُمْ تَصْنَعُونَ أَنْتُمْ أَيْضًا" (يو 13: 13- 15). إن الخدمة عمل عظيم لأن فيها بناء لنفوس الآخرين، إنها أصدق تعبير عن المحبة، التي قال عنها الكتاب: "... الْعِلْمُ يَنْفُخُ، وَلكِنَّ الْمَحَبَّةَ تَبْنِي" (1كو 8: 1). وإن كان الله محبة فهو قد جاء إذًا ليَخدم.

القارئ العزيز... العذراء الخادمة هي أم ملك الملوك ورب الأرباب، التي عَلت عن الأرضيين والسمائيين، لأنها حفظت أمر الرَّبِّ، القائل: "وَمَنْ أَرَادَ أَنْ يَكُونَ فِيكُمْ أَوَّلًا فَلْيَكُنْ لَكُمْ عَبْدًا، كَمَا أَنَّ ابْنَ الإِنْسَانِ لَمْ يَأْتِ لِيُخْدَمَ بَلْ لِيَخْدِمَ، وَلِيَبْذِلَ نَفْسَهُ فِدْيَةً عَنْ كَثِيرِينَ" (مت 20: 27، 28). ولكن لا تنس أنه لا توجد خدمة بدون تعب واتضاع وبذل، وهكذا من خلال خدمة الآخرين يمكنك أن تجذب الكثيرين لله كأمك العذراء خادمة سر التجسد الإلهي، التي جاز في نفسها سيف الآلام من أجل ابنها الحبيب، الذي قدم نفسه فدية عن الكثيرين.


الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع

https://st-takla.org/books/fr-bishoy-fayek/mary-zaytoun/servant.html

تقصير الرابط:
tak.la/q32898r