ظهور العذراء فوق قباب كنيستها بالزيتون عام 1968م ورؤية مئات الآلاف لها كان ظهورًا هادفًا. فمع أن العذراء القديسة لم تترك رسائل شفهية أو مكتوبة لأي شخص بخصوص أهداف تجلّيها للعيان، لكنها تركت رسائل ضمنية كثيرة من وراء الأشكال التي رأها بها الناس. وأيضًا من خلال الظواهر الروحانية المصاحبة لتجلّيها...
* من أمثلة هذه الرسائل...
ظهورها على قباب الكنيسة القبطية كان إشارة، لا يمكن إغفالها عن رضا السماء بإيمان كنيستنا القبطية الأرثوذكسية.
ظهورها حاملة على يديها ابنها الحبيب ربنا يسوع المسيح، تأكيد لتجسد ابن الله وولادته من العذراء مريم.
وجود تاج على رأسها، تأكيد لكرامتها، لأنها الملكة أم الله ملك الملوك، ورب الأرباب.
وجود هالة نورانية تحيط رأسها المقدس تأكيد لعظمة قداستها، وما نالته من نعمة عظيمة
انحناؤها أمام الصليب، يعبر عن اعتزاز وفخر المسيحيين بالصليب، كمنهج حياة.
وإتخاذها وضع الصلاة، فيه إشارة لتشجيع الجموع على الصلاة.
مباركتها للجموع برفع يديها في وضع البركة، إشارة لمحبتها وطلبها الشفاعة من أجل أولادها.
ظهورها مع الرَّبِ يسوع ويوسف النجار خطيبها، إشارة لمجيئها إلى مصر منذ أكثر من ألفي عام.
ظهورها ممسكة بغصن زيتون، إشارة لاستعداد السماء للفيض بالسلام على مَن يقبل المسيح ملك السلام.
الظواهر الروحية المصاحبة مثل السحاب النوراني، والحمام، وانطلاق بخور عطر في المكان عند تجليها، يمثل دعوة للبحث والتأمل في معاني هذه الظواهر، التي ذكرت من قبل في الكتاب المقدس.
← انظر كتب أخرى للمؤلف هنا في موقع الأنبا تكلا هيمانوت.
لقد أكدَّ ظهور العذراء في هذه الأشكال صدق الحقائق الإيمانية المكتوبة في الإنجيل، فقد أرسلتها السماء فوق قباب كنيسة الزيتون كسفيرة لها.
وقد أكدت العذراء بنفسها من خلال مناظر الظهور، ما سلمته للقديس لوقا الإنجيلي عند كتابته البشارة المسماة باسمه، كقوله: "كَمَا سَلَّمَهَا إِلَيْنَا الَّذِينَ كَانُوا مُنْذُ الْبَدْءِ مُعَايِنِينَ وَخُدَّامًا لِلْكَلِمَةِ، رَأَيْتُ أَنَا أَيْضًا إِذْ قَدْ تَتَبَّعْتُ كُلَّ شَيْءٍ مِنَ الأَوَّلِ بِتَدْقِيق... " (لو1: 2- 3).
وكما أنه يوجد سفراء للبلدان لهم صلاحيات أن يبرموا المعاهدات لحساب بلدانهم (سفراء فوق العادة) فهكذا تممت العذراء إتفاقات ومصالحات كثيرة بين الناس وبين ربِّ السماء، كقوله: "إِذًا نَسْعَى كَسُفَرَاءَ عَنِ الْمَسِيحِ، كَأَنَّ اللهَ يَعِظُ بِنَا. نَطْلُبُ عَنِ الْمَسِيحِ: تَصَالَحُوا مَعَ اللهِ" (2كو5: 20). لقد ردت أم النور للأحضان السماوية من خلال هذا التجلّي الكثيرين من الملحدين والرافضين للإيمان، ومنهم من هم قد انشغلوا بالماديات متناسين مجد السماويات.
القارئ العزيز... إننا نحن المؤمنين ما زلنا متغربين عن الوطن السماوي، لكننا لا نحيا حسب الجسد، كقوله: "فَإِذًا أَيُّهَا الإِخْوَةُ نَحْنُ مَدْيُونُونَ لَيْسَ لِلْجَسَدِ لِنَعِيشَ حَسَبَ الْجَسَدِ" (رو 8: 12). ولذلك لا بد أن نحيا ونسلك بالمحبة كأمنا العذراء القديسة، لأن المحبة هى لغة السماء، التي تميز أولاد الله، كما قيل عن بطرس الرسول: "وَبَعْدَ قَلِيل جَاءَ الْقِيَامُ وَقَالُوا لِبُطْرُسَ: حَقًّا أَنْتَ أَيْضًا مِنْهُمْ، فَإِنَّ لُغَتَكَ تُظْهِرُكَ!" (مت 26: 73).
الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع
https://st-takla.org/books/fr-bishoy-fayek/mary-zaytoun/ambassador.html
تقصير الرابط:
tak.la/wk8z4x9