استعبد الشيطان الإنسان لأنه باع نفسه له مقابل التمتع بالشهوات والخطايا، ولكن الرَّب أتى وخلصه. إن الشيطان هو العدو الشرير الذي يحارب البشر أجمعين دون استثناء، وهدفه من ذلك هو إفناء إيمانهم بالله ليتمكن من إهلاكهم. أما الغلبة التي يغلب بها الإنسان الشيطان فهي الثبات في الإيمان بالله، كقوله: "لأَنَّ كُلَّ مَنْ وُلِدَ مِنَ اللهِ يَغْلِبُ الْعَالَمَ. وَهذِهِ هِيَ الْغَلَبَةُ الَّتِي تَغْلِبُ الْعَالَمَ: إِيمَانُنَا" (1يو5: 4).
ويستخدم الشيطان وقت الشدة أساليبه الماكرة مستغلًا أعوانه الأشرار، لكي يضعف إيمان أولاد الله حتى يتمكن من إهلاكهم، ولكن الرب نزل خصيصًا من سمائه وتجسد، وصار إنسانًا لكي يغلب الشر، ونصرة الرب على الشيطان هي نصرة البشر، وبها يردنا ابن الله القدوس مرة أخرى للسماء وللمجد الذي خلقنا لأجله. لقد أكد الوحي الإلهي أن الغلبة بالرب يسوع المسيح أكيدة ومضمونة، كقوله: "فَنَظَرْتُ، وَإِذَا فَرَسٌ أَبْيَضُ، وَالْجَالِسُ عَلَيْهِ مَعَهُ قَوْسٌ، وَقَدْ أُعْطِيَ إِكْلِيلًا، وَخَرَجَ غَالِبًا وَلِكَيْ يَغْلِبَ" (رؤ6: 2).
← انظر كتب أخرى للمؤلف هنا في موقع الأنبا تكلا هيمانوت.
ولكن البعض قد يضطرب، لأن إبليس رئيس مملكة الظلام قادر أن يجرب الجميع حتى الأبرار. ولكنهم ينسون أنه بالرغم من أن إبليس قادر أن يحارب أولاد الله بأساليبه المكارة، وأنه قد يتمكن أيضًا من تحريض أعوانه ليضطهدوا الأبرار، لكنه ليس له حرية التصرف كما يشاء، لأن الله هو ضابط كل الأمور ويوجهها لمشيئته المقدسة، حتى تتحول في النهاية لخير أولاده. فمؤامرة إبليس لصلب الرب يسوع المسيح أعظم مثال على ذلك، فقد حرض إبليس رؤساء الكهنة الأشرار ليصلبوا الرب يسوع، واستغل التلميذ الخائن ليتمم مشورته الرديئة، واستغل أيضًا قساوة الرومان في صلب الرب يسوع المسيح، ولكن الرب سحق الشيطان على الصليب وقبض عليه وقيده، لكي يتمكن كل مؤمن أن يهزمه أيضًا بنعمة الله، كقول معلمنا بولس الرسول: "وَإِلهُ السَّلاَمِ سَيَسْحَقُ الشَّيْطَانَ تَحْتَ أَرْجُلِكُمْ سَرِيعًا. نِعْمَةُ رَبِّنَا يَسُوعَ الْمَسِيحِ مَعَكُمْ. آمِينَ" (رو16: 20).
القارئ العزيز... لا ينبغي أن تصغر نفسك أمام الأحداث السيئة المتلاحقة التي يثيرها الأشرار، ستتناغم كل هذه الأحداث معًا لتصب في صالح الكنيسة والمؤمنين، لأن قرار النصرة في حربنا مع إبليس محسوم مقدمًا، كقوله: "هؤُلاَءِ سَيُحَارِبُونَ الْخَرُوفَ، وَالْخَرُوفُ يَغْلِبُهُمْ، لأَنَّهُ رَبُّ الأَرْبَابِ وَمَلِكُ الْمُلُوكِ، وَالَّذِينَ مَعَهُ مَدْعُوُّونَ وَمُخْتَارُونَ وَمُؤْمِنُونَ... لأَنَّ اللهَ وَضَعَ فِي قُلُوبِهِمْ أَنْ يَصْنَعُوا رَأْيَهُ..." (رؤ17: 14-17).
الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع
https://st-takla.org/books/fr-bishoy-fayek/beneficent/winner.html
تقصير الرابط:
tak.la/b6364yr