ابتدأ الرب حديثه مع تلاميذه ليلة آلامه، بقوله: "لاَ تَضْطَرِبْ قُلُوبُكُمْ... فآمِنُوا بِي" ثم أكمل حديثه بوصف نفسه، قائلًا: "أَنَا هُوَ الطَّرِيقُ وَالْحَقُّ وَالْحَيَاةُ. لَيْسَ أَحَدٌ يَأْتِي إِلَى الآبِ إِلاَّ بِي" (يو14: 1- 6). وأكد الرب في تلك الليلة حقيقة لاهوته، بقوله: "أَنَا وَالآبُ وَاحِدٌ".
لقد أعاد حديث الرب للأذهان نبوءة إشعياء النبي عن السكة أو الطريق الآمن المقدس الذي يسير فيه المفديين، كقوله: "وَتَكُونُ هُنَاكَ سِكَّةٌ وَطَرِيقٌ يُقَالُ لَهَا: "الطَّرِيقُ الْمُقَدَّسَةُ". لاَ يَعْبُرُ فِيهَا نَجِسٌ، بَلْ هِيَ لَهُمْ. مَنْ سَلَكَ فِي الطَّرِيقِ حَتَّى الْجُهَّالُ، لاَ يَضِلُّ" (إش 35: 8). إن مواصفات الطريق للحياة، كما ذكر النبي إشعياء تنطبق على الرب يسوع المسيح، وفيما يلي نستعرض مواصفات هذا الطريق:
1. طريق مقدسة: لأن الرب يسوع المسيح يُقَدِّس، ويُنَقِي من يؤمن ويتحد به، ويُنعِم عليه بسكنىّ روحه القدوس.
2. طريق مضمونة: تؤدي بالإنسان إلى الحياة الأبدية، فبدون معرفته لا حياة أبدية، لأنه هو الله الذي يتعهد الإنسان، ويرفق بجهله. ويعلمه ويؤدبه كأبٍ وكراعٍ. ولهذا ترك لنا وصيته المقدسة، وهو يعمل فينا بروحه، الذي يأخذ مما للمسيح، ويخبرنا.
3. الطريق آمن: لقد أكد إشعياء النبي العظيم ذلك، بقوله: "لاَ يَكُونُ هُنَاكَ أَسَدٌ. وَحْشٌ مُفْتَرِسٌ لاَ يَصْعَدُ إِلَيْهَا. لاَ يُوجَدُ هُنَاكَ. بَلْ يَسْلُكُ الْمَفْدِيُّونَ فِيهَا" (إش 35: 9). إن الذي يثبت في الرب يحيا في آمان، لأن الرب قد سبق، وأعطى أولاده سلطانًا، كقوله: "وَأَمَّا كُلُّ الَّذِينَ قَبِلُوهُ فَأَعْطَاهُمْ سُلْطَانًا أَنْ يَصِيرُوا أَوْلاَدَ اللهِ..." (يو1: 12). أعطاهم أن يدوسوا الحيّات والعقارب، وكل قوة العدو، لذلك لن يؤذيهم شيء، كقوله: "فَمَنْ يُؤْذِيكُمْ إِنْ كُنْتُمْ مُتَمَثِّلِينَ بِالْخَيْرِ؟" (1بط 3: 13).
4. طريق الهداية: يهدي الله من يسير في المسيح يسوع طريق السلام، كقوله: "لِيُضِيءَ عَلَى الْجَالِسِينَ فِي الظُّلْمَةِ وَظِلاَلِ الْمَوْتِ، لِكَيْ يَهْدِيَ أَقْدَامَنَا فِي طَرِيقِ السَّلاَمِ" (لو 1: 79).
← انظر كتب أخرى للمؤلف هنا في موقع الأنبا تكلا هيمانوت.
القارئ العزيز... إن من يسافر بالطائرة لا بد أن يتبع إرشادات الأمان، وذلك بربط حزام الأمان (الذي يثبته بمقعد الطائرة)، ليضمن سلامة حياته إذا تعرضت الطائرة لمطبات هوائية أو أحداث سيئة.
إنَّ الرب يسوع المسيح هو الطريق الوحيد الآمن نحو الحياة الأبدية، فهل أنت تعرفه وتحبه، وتثبت فيه من خلال علاقة حية، وارتباط روحي قوي به؟
إن ثَبَتَ فيه، فستنعم بالحياة الأبدية... فلا تخف مهما تعرضت حياتك لعواصف وتقلبات الزمن، فلن يقدر أن يزحزحك إبليس عن طريق الحق، كقوله: "... إِنْ ثَبَتَ فِيكُمْ مَا سَمِعْتُمُوهُ مِنَ الْبَدْءِ، فَأَنْتُمْ أَيْضًا تَثْبُتُونَ فِي الابْنِ وَفِي الآبِ" (1يو 2: 24).
الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع
https://st-takla.org/books/fr-bishoy-fayek/beneficent/road.html
تقصير الرابط:
tak.la/t3njbbg