يؤكد المزمور الحادي والتسعون حفظ الله لأحبائه، بكلمات صريحة واضحة محددة، بقوله: "لاَ تَخْشَى مِنْ خَوْفِ اللَّيْلِ، وَلاَ مِنْ سَهْمٍ يَطِيرُ فِي النَّهَارِ. وَلاَ مِنْ وَبَإٍ يَسْلُكُ فِي الدُّجَى، وَلاَ مِنْ هَلاَكٍ يُفْسِدُ فِي الظَّهِيرَةِ يَسْقُطُ عَنْ جَانِبِكَ أَلْفٌ، وَرِبْوَاتٌ عَنْ يَمِينِكَ. إِلَيْكَ لاَ يَقْرُبُ" (مز 91: 5-7).
← انظر كتب أخرى للمؤلف هنا في موقع الأنبا تكلا هيمانوت.
إننا نلحظ ذكره خوف الليل، ووصفه للوباء بأنه يسلك في الدجى أي: الليل أيضًا. إن قوله في الدجى أو الليل يعني وباء يسلك بطريقة خفية ماكرة، أي تأتي العدوى دون أن نعلم من أين ستأتي. إننا نحتاط دائمًا مما نراه، وهذا أمر جيد ومطلوب، ولكننا مهما اتخذنا من احتياطات، لن نتمكن من تجنب أمور خفية، قد لا ندركها.
لقد طمئننا الوحي الإلهي في هذا المزمور، أن الله كفيل بهذه الأمور المنسية أو الخفية، وأكد لنا أن ما لا يصيبنا، بسبب حفظ الله لنا كثير جدًا. لقد حدده الله بربوات، أي عشرات الآلاف من المخاطر التي تسقط على اليمين، والآلاف الأخرى التي تسقط على الشمال. إننا ننام كثيرًا، ونغفل عن الحذر وحفظ أنفسنا، ولكن الله لا ينام أبدًا كقوله: "إِنَّهُ لاَ يَنْعَسُ وَلاَ يَنَامُ حَافِظُ إِسْرَائِيلَ" (مز 121: 4).
لذلك يجب ألاَّ تضطرب يا أخي من شيء مخفي، لا تعلمه، ولا تضطرب إذا غفلت أو نسيت شيئٍا من الاحتياطات الواجب اتخاذها.
ارشم ذاتك بعلامة الصليب المحيي في خروجك، وفي دخولك، وأيضًا على كل ما تمتد إليه يديك، وثق أن إلهك لا يغفل أبدًا عن شيء، مما يجري حولك.
الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع
https://st-takla.org/books/fr-bishoy-fayek/beneficent/care.html
تقصير الرابط:
tak.la/9axktba