عَلِمَ شعب مدينة أخميم بمجيء الأسقف لمدينتهم، وبدلًا من الانصراف إلى بيوتهم، أو الهرب خارج بلدتهم، خوفًا من أريانوس الوالي الوثني - الذي كان قد جاء ليرد الشعب بالعنف عن إيمانهم- قرر الجميع الاجتماع مع الأب الأسقف، ليُصَلّوا القداس الإلهي. وبلغ الخبر أريانوس، فقتل من شعب أخميم 8140 فرد خلال ثلاثة أيام... لقد أصرَّ شهداء أخميم على التناول من جسد الرب ودمه، بالرغم من معرفتهم أنهم سيدفعون حياتهم ثمنًا لصلاة القداس. لم يكتفوا بإيمانهم القوي، الذي اتضح من عدم خوفهم من قساوة أريانوس، لكنهم أصروا على التزود بقوة هذا السر. فيما يلي نذكر ثلاثة فقط من بركات هذا السر العظيم، والتي تفسر قوة قيامة المسيح الموهوبة لنا من خلال هذا السر:
الحياة الأبدية: إن التناول من جسد الرب ودمه هو الاتحاد بجسد ابن الله القائم، الذي قهر الموت، وأبطل مفعوله، إنه الترياق الذي يقيم من يتناوله بإيمان في اليوم الأخير، كقوله: "مَنْ يَأْكُلُ جَسَدِي وَيَشْرَبُ دَمِي فَلَهُ حَيَاةٌ أَبَدِيَّةٌ، وَأَنَا أُقِيمُهُ فِي الْيَوْمِ الأَخِيرِ" (يو 6: 54).
← انظر كتب أخرى للمؤلف هنا في موقع الأنبا تكلا هيمانوت.
الحياة الجديدة: إن من يأكل جسد الرب، ويشرب دمه يحيا في الرب، والرب يحيا فيه، لأنه يتحد، ويثبت في المسيح القائم الغالب، بكل ما فيه من حب واتضاع وطهارة ووداعة وسلام و... و.. لقد أوجز الرب يسوع حقيقة ما نتناوله من خلال هذا السر، بقوله عن نفسه: "... أَنَا هُوَ الْقِيَامَةُ وَالْحَيَاةُ. مَنْ آمَنَ بِي وَلَوْ مَاتَ فَسَيَحْيَا" (يو 11: 25). إن من يأكله يتحد بالحياة، ويحيا بالرب، كقوله أيضًا: "كَمَا أَرْسَلَنِي الآبُ الْحَيُّ، وَأَنَا حَيٌّ بِالآبِ، فَمَنْ يَأْكُلْنِي فَهُوَ يَحْيَا بِي" (يو 6: 57).
النمو الدائم والتجديد المستمر: إن النعمة التي تعمل في إنساننا الجديد، الذي ولد من الماء والروح تنمينا في القامة الروحية، من خلال عمل روح الله فينا، وأيضًا من خلال اتحادنا وثباتنا في الرب، بالتناول باستمرار من هذا السر العظيم، وهكذا تتجدد طبيعتنا باستمرار، حتى نقتني صورة وشبه المسيح، الذي خُلقنا على صورة مجده، كقوله: "وَلَبِسْتُمُ الْجَدِيدَ الَّذِي يَتَجَدَّدُ لِلْمَعْرِفَةِ حَسَبَ صُورَةِ خَالِقِهِ" (كو 3: 10).
القارئ العزيز... التناول من الأسرار المقدسة هو سر الأسرار، الذي لا بديل عنه لنوال الخلاص، فاحرص على التزود به بانتظام. ولكن احرص أيضًا على التوبة المستمرة، والتدقيق في السلوك بحسب الإنجيل، وفحص الذات قبل الأكل منه، كتعليم الكتاب: "لأَنَّ الَّذِي يَأْكُلُ وَيَشْرَبُ بِدُونِ اسْتِحْقَاق يَأْكُلُ وَيَشْرَبُ دَيْنُونَةً لِنَفْسِهِ، غَيْرَ مُمَيِّزٍ جَسَدَ الرَّبِّ" (1كو 11: 29).
الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع
https://st-takla.org/books/fr-bishoy-fayek/beneficent/bread.html
تقصير الرابط:
tak.la/8yb88j5