1- الخلق-
الدليل على كون العالم محدثًا، وأن خلقته تمت بالفعل في زمن معين، وأن الله خلق العالم بعد أن كان غير موجود، يتضح مما يأتي:-
أ- أن العالم متناه. وكل جسم فيه متناه في المقدار، ولذا فالعالم محدث.
ب- العالم ليس واجب الوجود. وهو لا يحوي بذاته السبب الكافي لوجوده. وإذًا فالسبب الكافي لوجوده خارج عنه.
جـ- العالم ليس ثابتًا، بل هو متغير بالنقص أو بالزيادة أو الحركة. وكونه قابل للتغير بالنقص أو الزيادة دليل على أنه غير كامل. وغير الكامل لا يمكن أن يكون موجودًا بذاته بل لابد أن يكون محدثًا. وكون العالم متحركًا دليل على أنه محدث وليس أزليًا لأن لكل حركة ابتداء وانتهاء.
وإذا كان من صفات الله العناية والوحي والعجائب، فهو سبحانه، كونه خالقًا العالم والخلائق المختلفة من جماد ونبات وحيوان وخليقة ناطقة عاقلة وخلائق روحية، لابد أن يكون معتنيًا وموحيًا ومجريًا العجائب لمصلحة خليقته التي لا يسمح كماله بأن تخلق لتهلك وتندثر.
وقدرة الله الفائقة التي لا تقاس، والتي تتعين بها صفاته المذكورة آنفًا، تتأكد لنا من آيات الكتاب المقدس المختلفة التي تقول "اللهُ الْقَادِرُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ" (تك 48: 3)، "وَأَنَا ظَهَرْتُ لإِبْرَاهِيمَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ بِأَنِّي الإِلهُ الْقَادِرُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ." (خر 6: 3)، " لك ذراع القدرة. قوية يدك. مرتفعة يمينك" (مز 89: 13)، "الرَّبُّ بَطِيءُ الْغَضَبِ وَعَظِيمُ الْقُدْرَةِ،" (نا 1: 3)، "...الرَّبُّ الإِلهُ الْقَادِرُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ، الْكَائِنُ وَالَّذِي كَانَ وَالَّذِي يَأْتِي، لأَنَّكَ أَخَذْتَ قُدْرَتَكَ الْعَظِيمَةَ وَمَلَكْتَ" (رؤ 11: 17).
الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع
https://st-takla.org/books/fr-bishoy-abdel-massih-z/existentialists/creation.html
Connection failed: SQLSTATE[08004] [1040] Too many connections