مكث القديس إيلاريون بمغارته بقبرص والتي كانت على صخرة، زهاء خمس سنوات، حتى بلغ الثمانين من عمره فاعترته حمى شديدة، وعرف بالروح أن وقت انطلاقه قد حان وكان يشدد نفسه ويردد بإيمان هذه الصلاة (اخرجي أيتها النفس للقاء العريس، لماذا تخافينه بعد أن خدنته هذه السنين الطويلة؟).
وكتب بيده خطابًا إلى تلميذه هيزيكيوس الذي كان وقتذاك في جولة تفقديه لأديرة فلسطين، تاركًا له ثوبه والإنجيل المقدس والإسكيم الجلد `cxhma الذي كان يلبسه والذي كان الأنبا انطونيوس الكبير قد أعطاه إياه، وهذا هو كل ما كان يملكه.
فلما علم أهل جزيرة قبرص بخبر نياحته اقبلوا مسرعين لنوال بركة جسده الطاهر، ودفنوه عندهم وبقى تلميذه عشرة أشهر متنسكًا في هذا الموضع الذي دفن فيه معلمه.
عزم هيزيكيوس تلميذه ورفيق غربته على نقل رفاته إلى بلاده فلسطين، ولما كان يعلم مدى محبة سكان جزيرة قبرص ورغبتهم في الاحتفاظ بجسده، حمل الجسد سرًا وأبحر به إلى بلاد فلسطين، حيث أودعه ديره الأول في (ماجوما) فاستقبله الرهبان بحفاوة وإكرام في ديره القديم، وأجرى الرب من جسده عجائب باهرة، فتحقق القول الإلهي (إني أكرم الذين يكرمونني) (1صم 2: 30).
الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع
https://st-takla.org/books/fr-athnasius-fahmy/st-ilarion/death.html
تقصير الرابط:
tak.la/68a3bhc