St-Takla.org  >   books  >   fr-athnasius-fahmy  >   patrology
 

مكتبة الكتب المسيحية | كتب قبطية | المكتبة القبطية الأرثوذكسية

كتاب مدخل في علم الآبائيات: الباترولوجي - القمص أثناسيوس فهمي جورج

40- الأساس الخريستولوجي لتفسير الكتاب المقدس

 

أولًا: الأساس الخريستولوجي للتفسير:

* يعتبر القديس كيرلس أن الإيمان الصحيح بسر التجسد هو ضرورة أساسية للتفسير إذ أن الكلمة المتجسد هو القانون والمعيار الذي يقاس عليه التفسير الصحيح (تفسير يوحنا 9 P.G. 74, 189C).

* فالأساس الخريستولوجي هو دعامة لكل شروحاته، وأيضًا صياغاته للعقيدة، فالمسيح ظل بعد التجسد هو الواحد -الله- اللوغوس. وبالتجسد اتحدت الطبيعة الإلهية بالإنسانية بغير اختلاط أو تغيير، وهذه الوحدة بين الطبيعتين في شخص المسيح ليست مجرد اعتراف نظري، بل هي حدث واقعي في تاريخ التدبير الإلهي وأساس التفسير الصحيح للكتاب المقدس وتعاليم الكنيسة. لذلك ففي رأى القديس كيرلس، لكي نفهم ما قاله المسيح وأيضًا ندرك أفعاله المدونة في الأناجيل، لابد أن نراها في إطار الاتحاد الكامل بين الطبيعتين الإلهية والإنسانية في شخص المسيح، فاللوغوس المتجسد لم يكن ببساطة إنسان "حامل الله" (qeoforoV) مثلما اعتقد نسطور، ولكن العكس، فكل ما قاله وما فعله المسيح صادر من شخص الله اللوغوس ويتعلق بإقرار الإيمان الصحيح عن الإتحاد الذي تم بين الطبيعتين والذي نتج عنه ما يسمى "بتبادل الخواص" فالطبيعة الإنسانية قبلت المجد الإلهي وذلك بإتحادها بالطبيعة الإلهية "بحسب التدبير" ولهذا تأله الجسد. (عن التجسد P.G. 75, 1244, 1249). فالإخلاء:-

St-Takla.org         Image: An icon of Jesus Christ sitting on the throne of glory surrounded in a symbolic form by the four apostles.In Christ’s left hand is a scroll, which bears a verse from the Bible. Inside the nimbus around Christ’s head is another verse from the Bible, surmounted with a third verse in red ink. The icon was created by Ibrahim and Uhanna the Armenian in 1464 Coptic calendar (1748 AD) - An icon at Alexandria Library, Egypt صورة: أيقونة تمثل السيد المسيح وهو جالس على عرش المجد ومحاط بطريقة رمزية بالأربع حواري. وفي اليد اليسرى للسيد المسيح لفافة من الورق تحمل مقطعًا من الإنجيل، ومحاط بلفافة أخرى من الورق بالحبر الأحمر. صنع الأيقونة إبراهيم وأوهان الأرمني عام 1464 بالتقويم القبطي (1748 ميلادية). - محفوظة في متحف المقتنيات في مكتبة الإسكندرية، مصر

St-Takla.org Image: An icon of Jesus Christ sitting on the throne of glory surrounded in a symbolic form by the four apostles.In Christ’s left hand is a scroll, which bears a verse from the Bible. Inside the nimbus around Christ’s head is another verse from the Bible, surmounted with a third verse in red ink. The icon was created by Ibrahim and Uhanna the Armenian in 1464 Coptic calendar (1748 AD) - An icon at Alexandria Library, Egypt

صورة في موقع الأنبا تكلا: أيقونة تمثل السيد المسيح وهو جالس على عرش المجد ومحاط بطريقة رمزية بالأربع حواري. وفي اليد اليسرى للسيد المسيح لفافة من الورق تحمل مقطعًا من الإنجيل، ومحاط بلفافة أخرى من الورق بالحبر الأحمر. صنع الأيقونة إبراهيم وأوهان الأرمني عام 1464 بالتقويم القبطي (1748 ميلادية). - محفوظة في متحف المقتنيات في مكتبة الإسكندرية، مصر

* "أخلى ذاته" هو الذي جعل اللوغوس داخل المعايير البشرية (تفسير يوحنا P.G. 73 132A).

* ولكي نفهم أقوال وأعمال المسيح الإنسانية كما دونت في الأناجيل، هناك حاجة أن نحافظ على الوحدة الغير منفصلة والغير مختلطة بين الطبيعتين في شخص المسيح، فلا يجب أن ننسب الأقوال والأعمال الإنسانية للمسيح للاهوت فقط ولا للناسوت فقط (تفسير لوقا P.G. 72, 509D). بل لشخص المسيح الواحد، ويطبق هذا على المعجزات، التي هي أعمال إلهية، ولكنها تمت بواسطة الجسد (الناسوت) (الكنز 23، P.G. 75, 388C).

* إذن لا نستطيع أن نفصل أي عمل ونخصه لطبيعة دون الأخرى، ولكن في نفس الوقت نعرف ونميز متى تنسب الأقوال للاهوت ومتى تنسب للناسوت، دون أي انفصال بينهما. فمثلًا عندما يقول المسيح: "قبل أن يكون إبراهيم أنا كائن" (يو 8:14) أو (يو 3:10) "أنا والآب واحد" واضح أن هذه الكلمات منسوبة للاهوت. وأما قوله مثلا في (يو 40:8) "ولكنكم تسعون إلى قتلى وأنا إنسان كلمتكم بالحق الذي سمعته من الله.." هنا الكلام منسوب إلى إنسانيته الكاملة (تفسير لوقا P.G. 72, 672C).

اللوغوس (كلمة الله) لو لم يصر إنسانًا كاملًا لما استطاع أن يتكلم بشريًا. وبناء على ذلك من ينكر هذه الأقوال والأفعال الإنسانية للمسيح ينكر تدبير التجسد (الدفاع P.G. 76, 413CD).

* فهذه الأقوال تعلن التأنس فلو لم يتكلم المسيح كإنسان كامل، لما آمن أحد بإخلاء الله - اللوغوس (رسالة 17،P.G. 77, 116 BC) وقد رفض كيرلس قول نسطور بأن أعمال الجسد التي للمسيح تنقص من شأن المجد الإلهي، فإن كيرلس يرى أن بواسطتها نستطيع أن نعرف الجوهر الإلهي العظيم والسامي، وهكذا فسمو اللاهوت نعرفه من التواضع والإخلاء الإلهي (الكنز 7، (P.G. 75, 120 AB).

* أن هذا الاتحاد الأقنومي بين الطبيعتين، في رأى القديس كيرلس، كان هو الوسيلة الوحيدة لخلاص البشرية، وعلينا أن لا نقف عند الحرف مثلما فعل نسطور لكي يبرهن على سمو وتفوق الطبيعة الإلهية عن الطبيعة الإنسانية للمسيح، وانتهى إلى أن المسيح كان رجل حامل للإله فقط، وأنكر التجسد الحقيقي للوغوس، كما ذكرنا أيضًا هنا في موقع الأنبا تكلا هيمانوت في أقسام أخرى. وبذلك فإن كل ما قام به المسيح إنسانيًا أي بالتجسد ليس له بعد خلاصي حقيقي لدى نسطور.

يشدد القديس كيرلس على أن الأقوال التي ينسبها البعض إلى طبيعة المسيح الإلهية أو إلى الطبيعة الإنسانية، يجب أن تنسب لشخص المسيح الواحد، فالاختلاف بينهما هو اختلاف تدبيري ولا يتعلق بأي فصل بين الطبيعتين. والتمييز لا يمنع أن ننسب أعمال الجسد للطبيعة الإلهية أو أعمال اللاهوت للطبيعة الإنسانية (الكنز 24، P.G. 75, 429C).


الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع

https://st-takla.org/books/fr-athnasius-fahmy/patrology/christology.html

تقصير الرابط:
tak.la/yx5vnp7