1- يا ليتك تطهر عقلك من التعصب الذي يمنعك من التفكير بل يا ليتك نخلع عنك كل العادات التي تتمسك بها لأنها تخدعك، بهذا تصبح إنسانًا جديدًا من جديد، لان ما سوف تسمعه منى جديد، وأنت نفسك تسلم بذلك.
انظر ليس بعينيك فقط بل بعقلك ما هو حقيقة وشكل تلك التي تدعونها وتعاملونها كآلهة.
2- أليس الواحد منها حجرًا كالذي نسير عليه (بأقدامنا) والآخر معدنًا لا يسمو قيمة على أن آنية مصنوعة (من نفس المعدن) نستخدمها لقضاء الحاجة؟ أليس الواحد منها خشبًا نخره السوس والآخر فضة يحتاج إلى بشر يحرسه من اللصوص، أو حديدًا يأكله الصدأ أو خزفًا لا فرق بينه وبين آنية (خزفية) تستعمل لأدني الأغراض.
3- الم يصنع كل منها من مادة فانية؟ الم يشكل (هذه المادة) الحديد والنار؟ أليس كل هذه الآلهة من عمل نحات استخدام الخشب، أو من صنع الحداد أو الصائغ أو الخزاف؟ وقبل إخراجها في شكل آلهة على أيدي الفنانين، أما كان ممكنًا أن يتغير شكلها (الآلهة) حسب رغبة الصانع، بل ويتغير إلى ما لا نهاية؟ لأنه من الممكن أليس كذلك، أن تتحول الآنية المسبوكة من نفس المعدن إلى آلهة، والآلهة التي تعبدونها إلى آنية إذا ما عكفت عليها يد الصانع الفنان.
4- وأيضًا، ليس من الممكن أن تتحول (التماثيل) التي تعبدونها إلى آنية مثل أي آنية، وان ذلك يتم بواسطة البشر؟ ألا تراها (التماثيل) جميعًا صماء، عمياء، لا حياة فيها ولا شعور؟ أليس كلها غير قادرة على الحركة؟ ألا تتآكل؟ ألا يدب فيها الفساد؟
5- هل تدعون هذه آلهة؟ وهل هذه ما تعبدون وهل هذه ما تقدمون لها الصلوات؟ وفي النهاية تصبحون مثلها؟
6- أليس ما يحملكم على إضمار البغض للمسيحيين هو أنهم لا يعتقدون أن هذه التماثيل آلهة.
7- ومع ذلك فمن بينكم انتم أيضًا من يزدرى بهذه الآلهة التي تجلونها وتعبدونه، بل انتم تصرفون بشكل يجلب الاحتقار لهذه الآلهة، وقد تحدثنا عن هذا الموضوع هنا في موقع الأنبا تكلاهيمانوت في أقسام أخرى. لأنكم عندما تعبدون الحجر والخزف تقيمون الحرس لحراستها، بل تغلقون عليها الأبواب بإحكام في الليل، إن كانت فضة أو ذهبًا، وتقيمون الحراس في النهار، حتى لا يخطفها اللصوص.
8- لو كان لهذه التماثيل قوة إدراك لرفضت التكريم الذي تقدمونه لها، ولكن لأنها بلا ادارك أعلنتم انتم عدم أهميتها بالعبادة التي تقدمونها وبدم وشحم الذبائح المضحى بها.
9- ليجرب أي منكم أن تقدم له العبادة والإكرام الذي يقدم لتماثيل، إنني على يقين من أن لن يحتمل، لان له إدراكًا وعقلًا، أما التماثيل فإنها تقبل ما تقدمونه لها لأنها فاقدة الشعور والفكر، وقبولها هذا التكريم هو الدليل الذي تقدمونه انتم على بطلانها.
10- عندي كلام كثير أقوله عن الأسباب التي تجعل المسيحيين يرفضون تقديم العبادة لهذه الإلهة، ولكن ما ذكرت يكفى، أما إذا وجد إنسان أن ما ذكرته لا يكفى، فإنني اعتقد أن الاستفاضة في شرح الأسباب هي بلا جدوى.
الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع
https://st-takla.org/books/fr-athnasius-fahmy/diognetus/idols.html
تقصير الرابط:
tak.la/78x8yda