مكتبة الكتب المسيحية | كتب قبطية | المكتبة القبطية الأرثوذكسية

كتاب قطمارس الخمسين يوم المقدسة - حكمة القديسين في اختيار القراءات الكنسية اليومية - القمص أنطونيوس فكري

49- يوم الجمعة من الأسبوع السادس

 

القراءات:

إنجيل العشية (مر34:8-1:9):-

(مر34:8-38)

 " 34- و دعا الجمع من تلاميذه و قال لهم من اراد ان ياتي ورائي فلينكر نفسه و يحمل صليبه و يتبعني.

 35- فان من اراد ان يخلص نفسه يهلكها و من يهلك نفسه من اجلي و من اجل الانجيل فهو يخلصها.

 36- لانه ماذا ينتفع الانسان لو ربح العالم كله و خسر نفسه.

 37- او ماذا يعطي الانسان فداء عن نفسه.

 38- لان من استحى بي و بكلامي في هذا الجيل الفاسق الخاطئ فان ابن الانسان يستحي به متى جاء بمجد ابيه مع الملائكة القديسين. "

(مر1:9)

" 1- و قال لهم الحق اقول لكم ان من القيام ههنا قوما لا يذوقون الموت حتى يروا ملكوت الله قد اتى بقوة  "

أمس احتفلنا بعيد الصعود. والعشية هي الخميس مساءً. فنأتي مساءً لنسمع أن المسيح الذي صعد سيأتي ثانية "في مجد أبيه مع ملائكته" وإن من يريد أن يتبعه حيث ذهب بعد صعوده فليحمل صليبه ويتبعه، يتبعه في طريق الصليب في هذا العالم ثم يتبعه في القيامة ثم في الصعود.

مزمور العشية (مز98: 2،1):-

"الجالس على الشاروبيم فلتتزلزل الأرض. عظيم هو الرب في صهيون. وهو متعال على كل الشعوب. هلليلويا  "

"الجالس على الشاروبيم.. عظيم هو الرب"= هذا رد على ما جاء في إنجيل عشية. هنا نرى العظمة والمجد الذي ذهب إليه المسيح. وهذا عمل الروح القدس الذي يعطينا رؤية صحيحة عن مجد المسيح فهو يأخذ مما للمسيح ويخبرنا (يو14:16).

إنجيل باكر (مر1:9-7):-

" 1- و قال لهم الحق اقول لكم ان من القيام ههنا قوما لا يذوقون الموت حتى يروا ملكوت الله قد اتى بقوة.

 2- و بعد ستة ايام اخذ يسوع بطرس و يعقوب و يوحنا و صعد بهم الى جبل عال منفردين وحدهم و تغيرت هيئته قدامهم.

 3- و صارت ثيابه تلمع بيضاء جدا كالثلج لا يقدر قصار على الارض ان يبيض مثل ذلك.

 4- و ظهر لهم ايليا مع موسى و كانا يتكلمان مع يسوع.

 5- فجعل بطرس يقول ليسوع يا سيدي جيد ان نكون ههنا فلنصنع ثلاث مظال لك واحدة و لموسى واحدة و لايليا واحدة.

 6- لانه لم يكن يعلم ما يتكلم به اذ كانوا مرتعبين.

 7- و كانت سحابة تظللهم فجاء صوت من السحابة قائلا هذا هو ابني الحبيب له اسمعوا  "

عن التجلي. فالتجلي ظهرت فيه لمحة من مجد المسيح. والكنيسة تضع هذا الفصل هنا لتقول أن المجد الذي ذهب إليه المسيح ليس خيالًا أو وهمًا، بل لقد شاهدنا مجده كما لوحيد من الآب (يو14:1).

مزمور باكر (مز109: 2،1):-

"  قال الرب لربى اجلس عن يميني. حتى أضع أعداءك تحت موطئ قدميك. عصا قوة يرسل لك الرب من صهيون. هلليلويا  "

"قال الرب لربي أجلس عن يميني"= هنا نرى المجد الذي صار فيه المسيح بجسده والأعداء تحت قدميه بل تحت أقدام كنيسته (الأعداء هم الشياطين لو19:10).

إنجيل القداس (يو26:14-31):-

 "  26- و اما المعزي الروح القدس الذي سيرسله الاب باسمي فهو يعلمكم كل شيء و يذكركم بكل ما قلته لكم.

 27- سلاما اترك لكم سلامي اعطيكم ليس كما يعطي العالم اعطيكم انا لا تضطرب قلوبكم و لا ترهب.

 28- سمعتم اني قلت لكم انا اذهب ثم اتي اليكم لو كنتم تحبونني لكنتم تفرحون لاني قلت امضي الى الاب لان ابي اعظم مني.

 29- و قلت لكم الان قبل ان يكون حتى متى كان تؤمنون.

 30- لا اتكلم ايضا معكم كثيرا لان رئيس هذا العالم ياتي و ليس له في شيء.

 31- و لكن ليفهم العالم اني احب الاب و كما اوصاني الاب هكذا افعل قوموا ننطلق من ههنا "

"لا تضطرب قلوبكم"= بسبب أخبار الصليب. "سمعتم أني قلت لكم أني أمضي ثم آتي إليكم"= حقًا لقد صعد المسيح للسماء، لكنه سيأتي في مجد أبيه (إنجيل العشية). "لو كنتم تحبونني لكنتم تفرحون بأن أمضي إلى الآب"= الفرح هنا لأن المسيح ذاهب لنفس مجد الآب، والفرح أيضًا لأنه سيرسل الروح القدس والفرح أيضًا لأن بذهابه للآب ستتم المصالحة مع الآب وبناء عليه يرسل الروح القدس ليسكن فينا. "لأن أبي أعظم مني= الآب في مجده والآن أنا أمامكم على الأرض ترونني كإنسان عادي ولكن إذا ذهبت للآب يكون لي نفس مجده. والروح القدس الذي سيرسله الآب باسم المسيح (أي بقوة عمله الفدائي) يعلمنا كل شيء ويذكرنا بكل ما قاله المسيح.

يعلمنا= الله وضع في الكنيسة معلمين يعطيهم الروح القدس موهبة للتعليم (1كو28:12). ويضع في قلوب السامعين فهمًا لما يسمعونه، وإفرازًا لنوعية التعليم (1يو1:4-6).

ويذكرنا= [1] الروح القدس ذكر يوحنا بكل أقوال المسيح بعد حوالي 70 سنة، إذ أن يوحنا كتب إنجيله حوالي سنة 100م. [2] في كل ضيقة أو حرب فكرية من الشيطان يذكرنا الروح القدس بآية تعزينا مثلًا إن شككنا إبليس في محبة الله، يذكرنا الروح القدس بقول الكتاب "نقشتكم على كف يدي".. وهكذا. ولاحظ اسم الروح القدس أنه المعزي وسط ضيقاتنا.

مزمور إنجيل القداس (مز68: 25-27):-

" أطلبوا الله فتحيا أنفسكم. لأن الرب قد استجاب للبائسين. أسبح اسم الله بالتمجيد وأرفعه بالتسبيح. هلليلويا  "

"أطلبوا الله فتحيا أنفسكم"= فنطلب أولًا الامتلاء من الروح القدس.

"لأن الرب قد إستجاب للبائسين"= الله استجاب وتمم الفداء وأرسل الروح القدس ليعدنا ويجهزنا للمجد المعد لنا.

"أسبح اسم الله بالتمجيد"= فالتسبيح هو طريق الامتلاء (أف18:5-21). ولكن أيضًا التسبيح هو علامة الامتلاء من الروح القدس. راجع (لو1) نجد أن أليصابات وزكريا حينما امتلأوا من الروح القدس سبحوا الله.

إذًا البداية هي أن نغصب أنفسنا على التسبيح فنبدأ طريق الامتلاء، ونبدأ نسبح نتيجة هذا الامتلاء، وهكذا. ولذلك تكثر المزامير التي تتحدث عن التسبيح في تلك الفترة.

← اضغط هنا في موقع الأنبا تكلاهيمانوت لباقي شرح القطمارسات: قطمارس الأيام - قطمارس الآحاد - قطمارس صوم يونان - قطمارس الصوم الكبير - قطمارس أسبوع الآلام - قطمارس الخمسين المقدسة.

البولس (1كو2:11-16):-

 " 2- فامدحكم ايها الاخوة على انكم تذكرونني في كل شيء و تحفظون التعاليم كما سلمتها اليكم.

 3- و لكن اريد ان تعلموا ان راس كل رجل هو المسيح و اما راس المراة فهو الرجل و راس المسيح هو الله.

 4- كل رجل يصلي او يتنبا و له على راسه شيء يشين راسه.

 5- و اما كل امراة تصلي او تتنبا و راسها غير مغطى فتشين راسها لانها و المحلوقة شيء واحد بعينه.

 6- اذ المراة ان كانت لا تتغطى فليقص شعرها و ان كان قبيحا بالمراة ان تقص او تحلق فلتتغط.

 7- فان الرجل لا ينبغي ان يغطي راسه لكونه صورة الله و مجده و اما المراة فهي مجد الرجل.

 8- لان الرجل ليس من المراة بل المراة من الرجل.

 9- و لان الرجل لم يخلق من اجل المراة بل المراة من اجل الرجل.

 10- لهذا ينبغي للمراة ان يكون لها سلطان على راسها من اجل الملائكة.

 11- غير ان الرجل ليس من دون المراة و لا المراة من دون الرجل في الرب.

 12- لانه كما ان المراة هي من الرجل هكذا الرجل ايضا هو بالمراة و لكن جميع الاشياء هي من الله.

 13- احكموا في انفسكم هل يليق بالمراة ان تصلي الى الله و هي غير مغطاة.

 14- ام ليست الطبيعة نفسها تعلمكم ان الرجل ان كان يرخي شعره فهو عيب له.

 15- و اما المراة ان كانت ترخي شعرها فهو مجد لها لان الشعر قد اعطي لها عوض برقع.

 16- و لكن ان كان احد يظهر انه يحب الخصام فليس لنا نحن عادة مثل هذه و لا لكنائس الله  "

هذا فصل تم اختياره بعناية شديدة نسمع فيه عن وجوب طاعة المرأة لرجلها فهو رأسها وإذا فعلت وكانت مطيعة لرجلها تكون مجد لبعلها. والرجل لأنه مخلوق على صورة الله فهو صورة الله ومجده (قطعًا المرأة هي أيضًا على صورة الله، لكن الرجل خلق أولًا ثم المرأة وهذا ما قاله الرسول "الرجل ليس من دون المرأة ولا المرأة من دون الرجل" أي هما متساويان. لكن "المرأة من الرجل والمرأة خلقت من أجل الرجل") والمقصود أنه كما أطاع المسيح الله حتى الصليب فتمجد هكذا فلتطع المرأة زوجها. لكن هذا الفصل موضوع هنا لنرى أن المسيح أطاع فتمجد وأنه من الله فهو نور من نور، وإذا كان الرجل هو صورة الله ومجده فالمسيح هو بهاء مجد الله ورسم جوهره (عب3:1). وأنه كما تطيع المرأة رجلها فيتمجد رجلها هكذا طاعة المسيح مجدت الآب، وظهر مجد الآب ومحبته للبشر في طاعة المسيح حتى الصليب. واختيار هذا الفصل راجع لأن المسيح الآن بالجسد له نفس مجد الآب بسبب طاعته (في6:2-11).

الكاثوليكون (1يو14:5-21):-

 "  14- و هذه هي الثقة التي لنا عنده انه ان طلبنا شيئا حسب مشيئته يسمع لنا.

 15- و ان كنا نعلم انه مهما طلبنا يسمع لنا نعلم ان لنا الطلبات التي طلبناها منه.

 16- ان راى احد اخاه يخطئ خطية ليست للموت يطلب فيعطيه حياة للذين يخطئون ليس للموت توجد خطية للموت ليس لاجل هذه اقول ان يطلب.

 17- كل اثم هو خطية و توجد خطية ليست للموت.

 18- نعلم ان كل من ولد من الله لا يخطئ بل المولود من الله يحفظ نفسه و الشرير لا يمسه.

 19- نعلم اننا نحن من الله و العالم كله قد وضع في الشرير.

 20- و نعلم ان ابن الله قد جاء و اعطانا بصيرة لنعرف الحق و نحن في الحق في ابنه يسوع المسيح هذا هو الاله الحق و الحياة الابدية.

 21- ايها الاولاد احفظوا انفسكم من الاصنام امين "

"إن طلبنا شيئًا حسب مشيئته يسمع لنا"= وأهم ما نطلبه هو الامتلاء من الروح القدس.

"قد أعطانا بصيرة لنعرف الحق"= الروح القدس يفتح أعيننا لنعرف المسيح الحق (يو14:16).

"ونحن ثابتون في الحق"= الذي ثبتنا في المسيح هو الروح القدس (2كو21:1).

الإبركسيس (أع6:22-10):-

"  6- فحدث لي و انا ذاهب و متقرب الى دمشق انه نحو نصف النهار بغتة ابرق حولي من السماء نور عظيم.

 7- فسقطت على الارض و سمعت صوتا قائلا لي شاول شاول لماذا تضطهدني.

 8- فاجبت من أنت يا سيد فقال لي انا يسوع الناصري الذي أنت تضطهده.

 9- و الذين كانوا معي نظروا النور و ارتعبوا و لكنهم لم يسمعوا صوت الذي كلمني.

 10- فقلت ماذا افعل يا رب فقال لي الرب قم و اذهب الى دمشق و هناك يقال لك عن جميع ما ترتب لك ان تفعل "

هنا نرى أن شاول الطرسوسي يرى مجد المسيح الذي اضطهده. إذًا المسيح الآن بعد صعوده في مجد عظيم. ونرى في القصة عمل الله في اجتذاب عبيده الأمناء غير الفاهمين.

---