St-Takla.org  >   books  >   fr-antonios-fekry  >   readings  >   katamares-fifties
 

مكتبة الكتب المسيحية | كتب قبطية | المكتبة القبطية الأرثوذكسية

كتاب قطمارس الخمسين يوم المقدسة - حكمة القديسين في اختيار القراءات الكنسية اليومية - القمص أنطونيوس فكري

1- مقدمة

 

قراءات الأيام خلال السنة نجدها مرتبطة بالسنكسار. وقراءات أيام الآحاد خلال السنة نجدها مرتبطة، كل أحد بالأحد الذي يليه على مدى الشهر، لتقدم لنا الكنيسة فكرًا معينًا كل شهر.

أما قراءات الصوم الكبير (الـ55 يومًا) فهي إعداد الإنسان المسيحي بالتوبة حتى يفرح روحيًا بعيد القيامة المجيد.

 

وقراءات الخمسين يوم المقدسة تنقسم إلى قسمين:-

1- الأربعين يومًا الأولى. من يوم عيد القيامة المجيد حتى عيد الصعود المجيد.

2- العشرة أيام التالية لعيد الصعود وحتى عيد العنصرة (حلول الروح القدس).

 

وإذا ما تأملنا في طقس الكنيسة سنجد الآتي:

1. قراءات الصوم الكبير (7 أسابيع) مع ما يصاحبها من توبة وصوم ومطانيات metanoia وتقشف وتذلل، ثم أسبوع الآلام وفيه يزداد الصوم والتقشف والتذلل يعد الإنسان المسيحي ليفرح روحيًا بالقيامة. ولاحظ أن الجسد يفرح بالأكل والشرب.. إلخ. والنفس تفرح بالعواطف البشرية. أما الروح فتفرح بالروحيات. والقيامة هي عمل روحي، لن تدركه النفس ولا الجسد، إنما فقط الروح. فمن قدم توبة وتذلل سيدرك معنى القيامة ويفرح بها. هو سيفرح لسببين:

أ‌- هو سيقوم من موت الخطية.

ب‌-هو سيدرك أن نهايته ليس موت الجسد، بل هناك حياة أخرى أبدية.

 

2. خلال الخمسين يومًا لا يوجد تذلل ولا انسحاق ولا مطانيات ولا أصوام. وقد يظن البعض أنها فرصة للأكل والشرب لتعويض الجسد عما فاته في خلال الصوم. لكن ليس هذا هو المعنى. بل أن هذا فيه إشارة لما بعد القيامة من الموت من أفراح أبدية في السماء حيث لا برد ولا حر ولا جوع ولا عطش، حيث يمسح الله كل دمعة من العيون (رؤ4:21 + رؤ16:7، 17). ولكن حيث أن السماء هي عالم التسبيح، إذًا علينا أن نحيا خلال الخمسين يومًا، حياة التسبيح فلا نفقد في أيام الإفطار ما اكتسبناه خلال الصوم من أفراح روحية بالقيامة.

 

3. بعد القيامة تنظر القراءات إلى عيد الصعود، فنحن نفرح بصعود المسيح لأننا سنصعد معه بل فيه للسماء. والآن نحن في رحلة غربة على الأرض ناظرين إلى نصيبنا السماوي. ولكن كيف نسلك خلال هذه الرحلة وكيف نصل للسماء؟ أو كيف نرتقي روحيًا فنحيا السماويات ونحن على الأرض؟ وعلينا أن نفهم أننا في رحلة صعود متوالي إلى السماويات.

هذا ما تقدمه لنا قراءات الأربعين يومًا.

الأحد الأول: أحد توما (حيث شفا الرب إيمان توما)

الأحد الثاني: المسيح خبز الحياة، هو أتي ليعطينا حياة.

الأحد الثالث: السامرية. فيه يقدم المسيح ماء الحياة.

الأحد الرابع: المسيح نور الطريق.

الأحد الخامس: المسيح هو الطريق نفسه

فالمسيح يقدم لنا نفسه خلال رحلة غربتنا، ليكون لنا كل شيء. هو يشفي إيماننا، فبدون إيمان لا يمكن إرضاؤه (عب6:11). وهو الذي يشبعنا روحيًا ونفسيًا وجسديًا. وهو الذي يٌروينا فهو ينبوع الماء الحي، أما العالم بكل ما فيه فما هو سوى أبار مشققة لا تضبط ماء (إر13:2). وهو نور الطريق "سراج لرجلي كلامك" وهو الطريق نفسه، كل من يثبت فيه يصل للسماء. لذلك قال الرب "إثبتوا فيّ وأنا فيكم" (يو4:15).

 

4. بعد عيد الصعود، نكون كما قال بولس الرسول "أقامنا معه وأجلسنا معه في السماويات" (أف6:2). وهذا قطعًا لمن عاش بروح التذلل في الصوم الكبير ثم بروح التسبيح خلال الأربعين يومًا. مثل هذا يحيا خلال العشرة أيام ناظرًا لعيد العنصرة، أي للامتلاء من الروح القدس. فقراءات العشرة أيام تحدثنا عن الامتلاء.

 

5. نأتي ليوم العنصرة مساءً ونصلي صلاة "السجدة" فمن امتلأ بالروح يقدم السجود لله بالروح. وهذه هي العبادة الحقيقية، وهكذا ينبغي أن نحيا أيام غربتنا، نعبد الله بالروح (رو9:1). ونسجد بالروح والحق (يو23:4،24)

 

6. نجد إنجيل السامرية يُقرأ في هذه الفترة 3 مرات:

أ- خلال فترة الصوم الكبير كنموذج لتوبة السامرية.

ب- خلال الأربعين يوما فالمسيح هو ماء الحياة.

ج- خلال طقس السجدة فمن امتلأ يسجد بالروح.

 

7. قراءات الأربعين يومًا وحتى الصعود كما رأينا تتعلق كلها بعيد الصعود أي رحلة غربتنا حتى الصعود للسماء، وطننا السماوي. وقراءات الأيام (الاثنين- السبت) نجدها مرتبطة بالأحد التالي.

مثال:

الأحد الأول

     

الأحد الثاني

|
|

     

|
|

 

قراءات الأيام من الاثنين إلى السبت

 
 

 

أحد توما

   

المسيح خبز الحياة

   

← مرتبطة بخبز الحياة

 

8. تشبه رحلة غربتنا في هذا العالم برحلة شعب الله في سيناء في طريقهم لأرض الميعاد كنعان رمزًا لكنعان السماوية في نهاية رحلتنا (الصعود).

‌أ- كان الله يشفي إيمانهم وينمي إيمانهم ببعض التجارب كالماء المر، وعدم وجود ماء وعدم وجود طعام.. إلخ ليحولهم من مرحلة العيان (ضربات عشر وشق بحر) إلى مرحلة الإيمان. فنحن نسلك، بل ينبغي أن نسلك بالإيمان لا بالعيان. فبدون إيمان لا يمكن إرضاؤه. وهكذا المسيح يشفي إيماننا خلال رحلة غربتنا.

‌ب- احتاج الشعب لطعام فأعطاهم الله منًا من السماء. والمسيح يعطينا نفسه خبزًا حيًا.

‌ج- احتاج الشعب لماء ليشربوا وأعطاهم الله ماءً متفجرًا من صخرة. والمسيح يعطينا نفسه ماءً حيًا ويرسل لنا روحه القدوس.

ملحوظة: بدون المن لمات الشعب وبدون الماء لمات الشعب. وهكذا المسيح يعطينا حياته لكي لا نهلك، ويعطينا روحه القدس المحيي.

‌د- احتاج الشعب لمن يهديهم في الطريق فأرسل الله لهم سحابة صباحًا وعمود نور ليلًا والمسيح لنا هو نور حقيقي وهو الطريق الذي يقودنا. فالروح القدس هو الرفيق خلال رحلتنا.

← اضغط هنا في موقع الأنبا تكلاهيمانوت لباقي شرح القطمارسات: قطمارس الأيام - قطمارس الآحاد - قطمارس صوم يونان - قطمارس الصوم الكبير - قطمارس أسبوع الآلام - قطمارس الخمسين المقدسة.

 

9- خلال الأربعين يومًا القراءات تنظر لعيد الصعود الذي يأتي في نهايتها لإعدادنا للصعود المتوالي والنمو المستمر في الحياة السماوية. وفي خلال العشرة أيام الأخيرة تنظر القراءات لعيد العنصرة الذي يأتي في نهايتها. والهدف هو الامتلاء من الروح القدس لكي نفهم معنى السجود لله بالروح والحق، ومن يفعل ينمو حقيقة يوما فينمو وينضج روحيا فيثمر.

 

10 – في الخمسين يوم المقدسة وحتى عيد الصعود تستبدل قراءة السنكسار في الكنيسة بعمل دورة القيامة المقدسة. وهي سبعة دورات 3 حول الذبح + 3 في صحن الكنيسة + 1 حول المذبح، حاملين أيقونة القيامة. لأنه كما انهدمت أسوار أريحا (مدينة الشر) بعد أن دار الشعب حولها سبع مرات مع يشوع (راجع سفر يشوع)، هكذا انهار الشر وانهدمت أسواره وانهزم الموت والخطية بقيامة المسيح. وهي هزيمة كاملة فرقم 7 رقم كامل. (ويشوع هنا هو رمز ليسوع المسيح). وهذه الدورة هي تعبير عن فرحة الكنيسة ببركات القيامة وتمجيدا وتسبيحا لرب المجد يسوع المسيح على عمله. وتعمل هذه الدورات السبع يوم الصعود حاملين أيقونة الصعود. أما بقية الأيام العشرة ما بين الصعود والعنصرة فيكتفي بثلاث دورات حول المذبح. فالمسيح بجسده في السماء بعد الصعود. والهيكل رمز للسماء.

 

11 – يلاحظ دائما أن كل إنجيل يقرأ يسبقه مزمور يكون له نفس فكر الإنجيل ويكون هذا لأن: 1) المزامير هي نبوات تم تحقيقها في الأناجيل؛ 2) الروح واحد الذي أوحى لكل رجال الله الذين كتبوا في الكتاب المقدس.


الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع

https://st-takla.org/books/fr-antonios-fekry/readings/katamares-fifties/intro.html

تقصير الرابط:
tak.la/767v4kv