 |
في عام 1955م وجد الأب أنطون وينجيه Père Antoine Wenger في أحد أديرة جبل آثوس باليونان ويدُعى دير Stavronikita مخطوطة مدرجة برقم 6 ضمن مخطوطات الدير تحوى سلسلة من ثمان عظات تعليمية للموعوظين المقبلين على العماد للقديس يوحنا فم الذهب يُحتمل أن يكون قد ألقاها في أنطاكية حوالي عام 390م وقد نشرها هذا الأب بعد ذلك باللغة الفرنسية ضمن مجموعة Sources Chrètiennes تحت رقم 50 وهو يعتبر نفسه مكتشف هذه المخطوطة رغم أنها كانت مدرجة ضمن مخطوطات ذلك الدير، ومع ذلك فإن محتويات هذه المخطوطة تظهر قيمتها العظيمة لكونها لم تُنشر قبل ذلك، بالتالي لم تكن معروفة.
تعتبر هذه العظات ذات أهمية بالغة للاهوتيين الدارسين للأسرار الكنسية والليتورجيات من ناحية سر المعمودية والطقوس التي كانت تُجرى لإتمامه في أواخر القرن الرابع.
توجد في الواقع 3 مجموعات متداخلة من التعاليم للموعوظين المنسوبة بالحق للقديس يوحنا ذهبي الفم:
أولًا: مجموعة Mantfaucon تتكون من عظتين.
ثانيًا: مجموعة Papadopoulos Keramevs وتتكون من 4 عظات.
ثالثًا: مجموعة دير Stavronikita المكتشفة حديثًا والتي نشرها الأب وينجيه بها بعض التشابه مع المجموعة السابقة وبعض الاختلافات عنها وتتميز عن بقية المجموعات بأنها تحتوي على خمسة أحاديث (دروس تعليمية) ألقيت على الموعوظين بعد تعميدهم في أسبوع عيد الفصح (لعيد القيامة الذي كان يُعمّد فيه الموعوظين) ضمن هذه الثماني عظات.
ونلاحظ أن القديس يوحنا ذهبي الفم في عظاته التعليمية للمعمدين يعكس مقدرة روح الله فيه حيث أنه يقود الموعوظين قبل وبعد معموديتهم في طريق النمو الروحي العملي أكثر من تعليمهم حقائق إيمانية مجردة، فلابد لمن يريد أن ينال المعمودية أن يُظهر أولًا بصيرته الداخلية لكي يدرك الاستنارة الإلهية!
ومجموعة الأربع عظات التي نشرها Papadopoulos تكمل بعضها كوحدة واحدة، فالأولى ألقيت قبل عيد القيامة بثلاثين يومًا وابتدأت بها العظات التعليمية للموعوظين، والثانية ألقيت بعد الأولى بعشرة أيام، والثالثة ألقيت يوم خميس العهد والرابعة مساء سبت الفرح (أي الليلة التي يُجرى فيها طقس التعميد)...
ومما يدل على أصالة هذه العظات أو الأحاديث وضوح طابع شخصية وطريقة وتعاليم القديس يوحنا ذهبي الفم فيها: غنى تعاليمه وتميز لهجته وفيض أمثلته التي يستقيها من نواحي الحياة المعاصرة له وتركيزه على السلوك العملي أكثر من الحقائق الإيمانية الأخرى وبروز ميوله الرعوية والأبوية، وأخيرًا بلاغته التي لا تكل. وهكذا فإن عظاته تتسم بكونها ثمار فمه الذهبي!
الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع
تقصير الرابط:
tak.la/4t427fg
