![]() |
1- اليوم هو الأخير في أيام توجيهكم وإرشادكم، وأنا -آخر الكل- وصلت إلى آخر توجيهاتي. لقد أتيت كأخير لأخبركم أنه بعد يومين يأتي العرس، قوموا أشعلوا مصابيحكم وبضوئها المتوهج استقبلوا ملك السموات. قوموا واسهروا لأن العريس سيأتي ليس أثناء النهار بل في منتصف الليل. فهذه هي عادة الموكب الزيجي أن تعطي العروس لعريسها مؤخرًا في المساء.
2- عندما تسمعون "هوذا العريس مقبل" (مت 25: 6). كونوا متأكدين أنكم منتبهين لهذه الكلمات لأنها بالحق عظيمة وممتلئة بحب شفوق فائض. إنه لم يأمر الطبيعة البشرية أن تأتي إليه، بل هو أتى إليها، لأن المعتاد في الزواج أن العريس يأتي إلى العروس حتى لو كان هو في منتهى الثراء وهي في غاية الفقر والوضاعة.
3- لكن في حالة البشر ليس غريبًا أن يكون الأمر هكذا. لأنه حتى لو كان الفرق في المستوى الاجتماعي شاسع، إلا أنه لا يوجد فرق في الطبيعة حتى لو كان العريس غنيًا والعروس متسولة وفقيرة فكلاهما من نفس الطبيعة. لكن بالنسبة للمسيح والكنيسة، فإن العجيبة هي أنه بكونه الله الذي له طبيعة منزهة عن كل دنس. وأنتم تعرفون كم أن الفرق شاسع بين الله والبشر، ومع ذلك قد تفضل وأتى إلى طبيعتنا. لقد تخلى عن بيت أبيه في السماء (ظاهريًا)، ليس بالعبور من موضع لآخر، بل بحسب التدبير، حيث أخذ لنفسه جسدًا وأسرع إلى عروسه. إن بولس الطوباوي إذ علم بنفس هذا الأمر، وفي اندهاشه من اهتمام المسيح الفائق بنا والكرامة التي أنعم بها علينا، هتف عاليًا وقال: "من أجل هذا يترك الرجل أباه وأمه ويلتصق بامرأته ويكون الاثنان جسدًا واحدًا. هذا السر عظيم ولكني أنا أقول من نحو المسيح والكنيسة" (أف 5: 31-32).
← انظر كتب أخرى للمؤلف هنا في موقع الأنبا تكلا هيمانوت.
4- ولماذا هو شيء عجيب أنه أتى إلى عروسه مع أنها لم تطلب منه أن يضع حياته (يبذلها) لأجلها؟ بالتأكيد لا يوجد عريس وضع حياته لأجل عروسه. لأنه لا يوجد أي شخص أو محب حتى لو كان شديد الجنون وملتهب هكذا بعشقه لمحبوبته مثل ولع الله في رغبته لخلاص نفوسنا. إنه يقول "حتى لو كان اضطر أن يبصق عليّ، حتى لو كان هناك اضطرار أن أُضرب، حتى لو كان عليّ أن أصعد إلى الصليب ذاته، فلن امتنع عن كل هذا لكي آخذ عروسي".
5- وهو لم يتألم ويعاني هذه العذابات لأنه أُعجب بجمال عروسه، إذ لم يكن أكثر خزيًا وغير مُسرّ أكثر منها. اسمع كيف يصف بولس الرسول قباحتها وخزيها بقوله: "لأننا كنا نحن قبلًا أغبياء غير طائعين ضالين مستعبدين لشهوات ولذات مختلفة، عائشين في الخبث والحسد ممقوتين مبغضين بعضنا بعضًا" (تي 3: 3).
الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع
تقصير الرابط:
tak.la/fgbnw6b