ســـارة: هذا ما ستعرفه الآن في قصة جدعون الذي كان يسكن في كهف، والذي أرسله الله لشعب إسرائيل عندما أخطأوا ثانية.
جـــاك: شعب إسرائيل أخطأ كثيرًا ضد الله!
ســـارة: فعلًا يا جاك. كم مرة يخطئ فيها شعب بني إسرائيل ويبتعدون عن إلههم. لكن الله حنان وكثير الرحمة، عندما يرجعون إليه يرسل إليهم قاضيًا لكي ينجيهم.
جـــاك: وما هي قصة جدعون ساكن الكهوف؟
ســـارة: عندما أخطأ شعب بني إسرائيل تركهم الله وجاء شعب مديان وهاجموهم، وكانوا يتلفون زرع الأرض، ولا يتركون شيئًا حتى الغنم والبقر والحمير ويجيئون كالجراد في كثرة عددهم. فصرخ شعب بنو إسرائيل إلى الرب. سمع الله لصوت شعب بني إسرائيل ولصلواتهم، فأرسل ملاكه لرجل اسمه جدعون، وقال له: "الرب معك يا جبار البأس... اذهب وخلص إسرائيل.
دُهش جدعون لقوله وحسب قوله هذا دُعابة، فإنه ليس بجبَّار بأس، بل كان فلاحًا ضعيفًا خائفًا وجالسًا في كهف، ولم يشعر أن الرب معه، لأن المديانيِّين كانوا يتْلفون زرع الشعب كله ويأخذون غنمهم وبقرهم ولا يتركون لهم شيئًا ليأكلوه!
ومما حيَّره، أنه قال له: "الرب يريدك أن تقود جيشًا وتطرد هؤلاء اللصوص!"
كيف يكون هذا وهو لم يحارب أبدًا، وهو فلاح بسيط، ومن عائلة ضعيفة، وأصغر واحدٍ في الأسرة.
طلب جدعون من الملاك علامة ليعرف أن الله يساعده.
جدعون: سأضعُ جزَّة (قطعة صوف) من الغنم في الطلّ (ندى بالليل)، وطلب أن يمتلئ صوف الجزَّة بالطلّ بينما تبقى الأرض حولها جافة.
في الصباح حدث ما طلب من الملاك، إذ عصر الصوف فملأ إناءً ماءًا.
عاد فطلب العكس، وبالفعل في الصباح كانت الجزَّة جافة تمامًا وكل الأرض حولها مملوءة طلًا.
عرف جدعون أن الله فعلًا معه.
الملاك: خذ اللحم والفطير وضعهما على تلك الصخرة وضع عليهما الشوربة.
فعل جدعون ذلك، فصعدت نار من الصخرة وأكلت اللحم والفطير، واختفي الملاك من أمامه. وهناك بني جدعون مذبحًا للرب.
قال الرب لجدعون: "اذهب وأهدم مذبح البعل الذي لأبيك." فأخذ جدعون عشرة رجال وذهب وهدم مذبح البعل ليلًا، لأنه كان خائفًا من أهل المدينة الذين يعبدون البعل، كما ذكرنا أيضًا هنا في موقع الأنبا تكلا هيمانوت في مواضِع أخرى. وفي الصباح رأوا مذبح البعل منهدمًا، فعرفوا أن جدعون هدمه. فذهبوا إلى يؤاش والد جدعون لأنهم أرادوا أن يقتلوا جدعون.
قال لهم يؤاش والد جدعون: "لو كان البعل هو الإله الحقيقي لدافع عن نفسه ولم يترك المذبح يُهدم."
جمع جدعون الجيش، وكان عددهم كبيرًا، فقال الله لجدعون إن جيشك كبير أريد أن يقل عددهم لكي لا يقول شعب إسرائيل إننا انتصرنا على المديانيين بسبب عددنا الكبير، بل يقولوا إننا انتصرنا بقوة الله.
فقال جدعون للشعب من كان خائفًا، فلا يأتي معنا، فرجع من الشعب 22 ألفًا وتبقي 10 آلاف فقط.
جـــاك: وهل 10 آلاف عدد قليل؟
ســـارة: نعم في الحروب هذا عدد قليل جدًا، لكن الله كان يريد عدد اقل بكثير من هذا العدد. لذا قال الله لجدعون أن ينزل عند الماء ليشرب الشعب. فأخذ الرجال إلى النهر، وقال لي الرب: "كل الذين جثوا على ركبهم للشرب ولغوا بأياديهم ضمهم إلى جيشك." كان عدد الذين شربوا الماء بيدهم ولغوا بأياديهم ثلاث مائة رجل فقط. فخاف لأن الجيش صار صغيرًا جدًا، ولكن الله طمأنه أنه سيساعده.
جـــاك: وهل يستطيع جدعون والثلاث مئة رجل فقط أن يحاربوا وينتصروا؟
ســـارة: إن كان الله معهم سينتصرون بكل تأكيد، ولكي يطمئِّن الله جدعون، قال له أن ينزل قرب المكان الذي يجلس فيه المديانيون ليسمع ما يقوله الجنود، فسمعهم يتكلمون.
جـندي 1: لقد رأيت حلمًا غريبًا.
جـندي 2: وما هو ذلك الحلم؟
جـندي 1: حلمت أن رغيفًا يتدحرج إلينا، وجاء إلى الخيمة وضربها فسقطت الخيمة.
جـندي 2: بالتأكيد إنه جدعون؛ إن الله معه وسينتصر علينا.
ســـارة: لما سمع جدعون هذا الكلام سجد لله وذهب إلى جيشه، وقسَّم الثلاث مائة جندي إلى ثلاث فرق، كل فرقة مائة. وجعل كل واحد يمسك بوقًا وجرة (إناء مصنوع من الفخار) وبها مصباح منير. وقال جدعون لهم إنه عندما يضرب البوق يضرب الكل البوق ويكسروا الجرار ويمسكوا المصباح باليد اليسرى، وينفخوا في البوق. فحدث صوت عظيم وخاف المديانيون جدًا، وخرجوا كلهم وهربوا وانتصر شعب إسرائيل على المديانيين بقوة الله وبالثلاث مائة رجلًا فقط.
الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع
https://st-takla.org/books/fady-nabil/jack-wishes-to-be-strong-7-judges/gideon.html
تقصير الرابط:
tak.la/9mm62dn