الشماسات(102):
تكلمنا عن النساء في كنيسة الرسل، وذكرنا بعض الأسماء. هؤلاء اللائي ذكرنا أسماءهن، كن يعملن بغيرة قلبية، لكننا لا نعتقد أنهن كن مكلفات من قبل الكنيسة... وأول إشارة تقابلنا في العهد الجديد عن دياكونية المرأة، هي المرتبطة بفيبي... يقول مار بولس في (رو 16: 1) "أوصي إليكم بأختنا فيبي، التي هي خادمة الكنيسة التي في كنخريا". والكلمة اليونانية التي ترجمت خادمة هي Diakonos وهي نفس الكلمة التي استخدمت عن السبعة شمامسة (أع 6).
والقديس بولس في رسالته إلى تلميذه الأسقف تيموثاوس، فيما يتحدث عن صفات الشمامسة، يشير إلى النساء "كذلك يجب أن تكون ذوات وقار غير ثالبات صاحيات أمينات في كل شيء" (1تي 3: 11). ويكاد يجمع المفسرين القدامى والمحدثين، على أن الرسول يتكلم هنا عن الشماسات، وليس عن زوجات الشمامسة. يقول القديس يوحنا الذهبي فمه في تفسيره لهذه الآية: [لقد ظن البعض أن هذا الكلام قد قيل عن النساء عامة. لكن الأمر ليس كذلك... إنه يتكلم عن الشماسات](103)... ويؤكد الأستاذ وست Wuest أن النص اليوناني يؤكد وجهة النظر بأن الأمر يختص بالشماسات(104).
أما الخدمة التي كانت الشماسة منوطة بها، فهي خدمة بنات جنسها بصفة عامة، كما نصت على ذلك قوانين الرسل. كانت تقوم على المداخل المؤدية إلى القسم المخصص للنساء في مكان العبادة(105). وكان من أعمالها الهامة، مساعدة الكاهن في عماد النساء في الأمور واللحظات التي يجب أن يتنحى، حتى لا يبصر جسد امرأة عاريًا(106)... وكان الأسقف يرسلها لافتقاد النساء، خاصةً في بيوت غير المؤمنين، حيث يستحسن ألا يذهب الشماس الرجل للافتقاد منعًا للعثرات(107).
← انظر كتب أخرى للمؤلف هنا في موقع الأنبا تكلا هيمانوت.
وقد أجملت قوانين الرسل خدمة الشماسة في النص التالي [والشماسة فلتكن صاحية في العناية بالنساء، ويكون كلاهما (الشماس والشماسة) على استعداد لحمل رسائل، للسفر، وللخدمة](108)... وفي تقليد قديم أن فيبي شماسة كنيسة كنخريا هي التي حملت رسالة القديس بولس إلى أهل رومية، بعد أن كتبها في كورنثوس.
وقد اشترطت قوانين الرسل أن تكون الشماسة عذراء طاهرة، أو على الأقل أرملة سبق لها الارتباط بزيجة واحدة(109). ونلاحظ أن رتبة الشماسة في الكنيسة ليست درجة كهنوتية، فلا كهنوت للنساء ولا توضع عليها الأيدي كما في حالة الرسامات الكهنوتية. لكنها تقام من الأسقف، ويتلو عليها صلاة، وردت في قوانين الرسل(110)، جاء فيها: "يا الله الأبدي، أبا ربنا يسوع المسيح، خالق الرجل والمرأة، الذي ملأ بروحه مريم ودبورة وحنة وخلدة، ولم تستنكف أن يولد ابنك الوحيد من امرأة... إلخ".
هكذا كانت الكنيسة الأولى حية لكل احتياجاتها، واستغلت كل طاقات أعضائها، من أجل تحقيق الرعاية الكاملة لكل فرد فيها... وعلى الرغم من الجمود الذي كان يتصف به المجتمع وقتذاك من جهة احتجاب المرأة ووضعها، فقد عرفت الكنيسة كيف تتغلب على هذه الصعوبات الاجتماعية، التي كان لا سبيل لإصلاحها بكلمة واحدة، أو في زمن يسير...
لقد دخلت الكنيسة إلى حيث النساء والفتيات في شخص الشماسات القديسات. ونحن لا نشك في أن شطرًا كبيرًا من تعليم النساء والأطفال كان موكولًا إليها. وكانت هي همزة الوصل بين الكنيسة والقطاع النسوي فيها(111).
_____
(102) Ency. Of Religion and Ethics, Vol. 8, pp. 668, 669;Dictioary of Christian Antiquities Vol. 1, pp. 532, 533; The Ministry of Deaconesses, pp. 64-79.
(103) Commentary on l Timothy, Homily 11 (N.P.N.F., P. 441).]
(104) Wuest, the Pastoral Epistles, p 61.
(105) Apostolical Constitutions, 2. 57. (A.N.F., p. 42).
(106) Ibid, 3. 16. (N.N.F., p. 431).
(107) Ibid, 3. 2. (A.N.F., p. 431)
(108) Ibid, 3. 19. (A.N.F., p. 432)
(109) Ibid ، 6. 17. (A.N. F., p. 457)
(110) Ibid, 8. 20 (A.N.F., p. 492).
(111) يقول المؤرخ شاف أن وظيفة الشماسة في الكنائس الشرقية استمرت حتى نهاية القرن الحادي عشر - انظر:
Schaff, Vol. 1, pp. 500, 510.
الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع
https://st-takla.org/books/anba-yoannes/apostolic-church/deaconesses.html
تقصير الرابط:
tak.la/y487b3g