7- هل فعلًا تَبَنَّى الغرب النظرية القضائية في شرح تدبير الخلاص؟ ولم يقبلها آباء الشرق؟ هل لم تَرِد كلمة العدل في كتابات الآباء الشرقيين على الإطلاق كما يدّعون؟ هل خَلَت كتابات آباء الغرب من شرح البُعد الشفائي لصليب المسيح وخلاصه الثمين؟
النظرية القضائية في شرح تدبير الخلاص هي التركيز على كَون الخطية هي جريمة تَعَدِّي أخلاقي على وصية الله وعصيان العلي وتستوجب عقوبة شديدة جدًا هي الموت، ويتم خلاص الإنسان بموت الفادي بدلًا من البشر، وتنفيذ العقوبة في هذا الفادي، ليستوفي العدل الإلهي حقه.
النظرية الشفائية أو الكيانية في شرح تدبير الخلاص هي التركيز على أن الخطية هي انفصال عن الله مصدر الحياة، فيكون الموت الناتج عنها مجرد نتيجة طبيعية وليس عقوبة، ليست الخطية في نظرهم فِعْلًا وتجاوزًا لوصايا الله، ويتم الخلاص بالاتحاد بالله فيستعيد الإنسان الحياة والصورة والمجد الأبدي. أي تَرَى هذه النظرية أن الإنسان يحتاج الخلاص بالشفاء وليس بالعقوبة.
في هذه الدراسة تَبَيَّن لي أن آباء الكنيسة الجامعة قبل الانقسام تَبَنًّوا كلا النظريتين في شرح تدبير الخلاص دون تعارُض أو تصادُم في المفاهيم؛ فالخطية هي جريمة ومرض، هي تعدي وانفصال، والتبايُن بين الاتجاهين في الشرح هو مُفْتَعَل وخاطئ، لذلك فالخلاص من الخطية يستوجب العقوبة ويحتاج الخاطي الشفاء. وهذا ما عمله المسيح بالصليب وبأسرار الكنيسة الشفائية.
الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع
https://st-takla.org/books/anba-raphael/economy-of-salvation/judicial-vs-healing-theories.html
تقصير الرابط:
tak.la/7g66yq6