كانت صلاة السيد المسيح ليلة آلامه تُعبِّر بقوة عن فكره الطاهر، وتكشف سر تجسده الإلهي، وسبب حياته البشرية على الأرض بين الناس.
فكما كان عرق وجهه يتساقط كقطرات دم.. كان كلام فمه يتصاعد كشعاع نور يُعلن قصده، ويكشف شهوة قلبه.
وأتخيل الملائكة يتساءلون:
* لماذا يا ربي تجسدت وتأنست؟
* لماذا صرت في الصورة كآدم؟
* لماذا تحتمل كل هذا الألم والعار والتجديف واللطم؟
وأتخيل أيضًا إجابة المُخلِّص.. محصورة في آية صغيرة.. تُعلن غاية القصة ونهاية القصيدة: "ليكون الجميع واحدًا".
إن غاية التجسد في النهاية، وقمة الخلاص الذي نتطلع إليه، وهدف كل وصية وكل الإنجيل.. ينحصر في هذا المعنى الجميل "أن يكون الجميع واحدًا".
وكل معنى الكنيسة، وكل هدف الخدمة، وكل عمل الروح القدس، وكل تكريس الكهنوت، وكل ترتيب الطقس، وكل شرح الإيمان.. إنما جميعًا تهدف إلى هذه الغاية السامية "أن يكون الجميع واحدًا".
وعندما نكتشف هذا الغرض، ونفهم هذا القصد الإلهي.. سينكشف لنا سر الإيمان، وينفتح ذهننا لنفهم الكتب، وسنفهم لماذا الوصية؟ وسنُدرك لماذا الليتورجيا؟ ويُستعلَّن لنا معنى شفاعة القديسين، والصلاة على الراقدين، كما ذكرنا أيضًا هنا في موقع الأنبا تكلا هيمانوت في مواضِع أخرى. وستبطُل كل الآراء التي تخالف الفكر الأرثوذكسي من جهة الكهنة، ودور الكنيسة في الخلاص.
ماذا قال السيد المسيح؟
* "أيها الآب القدوس، احفظهُم في اسمك، الذين أعطيتني، ليكونوا واحدًا كما نحن" (يو17: 11).
* "ولستُ أسال من أجل هؤلاء فقط، بل أيضًا من أجل الذين يُؤمنون بي بكلامهم، ليكون الجميع واحدًا، كما أنكَ أنتَ أيها الآب فيَّ وأنا فيكَ، ليكونوا هم أيضًا واحدًا فينا، ليُؤمن العالم أنكَ أرسلتني. وأنا قد أعطيتُهُم المجدَ الذي أعطيتني، ليكونوا واحدًا كما أننا نحن واحد. أنا فيهِم وأنتَ فيَّ، ليكونوا مُكمَّلين إلى واحدٍ" (يو17: 20-23).
إنني أرى في هذه الصلاة المقدسة – مع نزيف الدم والعرق – توسُل الإرادة وشهوة القلب.. مسيحنا القدوس يُريدنا أن نكون واحدًا فيه.. على نفس نمط وحدانية الثالوث!!! (كما نحن.. كما أننا نحن واحد)!!!
الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع
https://st-takla.org/books/anba-raphael/all-may-be-one/come.html
تقصير الرابط:
tak.la/k47p4r3