ج 18: يلبس الكاهن قطعًا كثيرة من الملابس أثناء خدمة القداس الإلهي منها:
1 – التونية(1) من الكلمة اليونانية " تونيكا " وبالقبطية " كولوبيون " ومنها العربية " جلابية ". وتكون من القماش الأبيض من الرقبة إلى القدمين وتُزين بالصلبان من الأمام والخلف وعلى الكمين. ويجب أن يكون صليب التونية الأمامي أكبر من الخلفي وذلك حتى يشعر الكاهن أن خطيته أمامه دائمًا وهي أكبر من خطية الشعب التي يحملها على ظهره (الصليب الخلفي) وهكذا يحتفظ باتضاعه. وأنا أعتقد أن وضع صور السيد المسيح والقديسين على التونية بدل الصلبان شيء مستحدث وخاطيء.
2 – الصَدرَة(2)، بفتح الصاد: هي رداء يلبسه الكاهن فيغطي الصدر والكتفين. وفي العهد القديم كانت الصَدرَة قطعة من ثياب رئيس الكهنة وكانت تُسمى " صَدرَة القضاء " لوجود حجري الأوريم والتميم بها إذ بهما كان يعرف رئيس الكهنة قضاء الله أو حكمه في أمر يريد معرفة إرادته فيه (خر 28: 15-21)، وعلى صَدرَة القضاء كانت تُوضع أسماء أسباط بني إسرائيل الاثنى عشر، وكان رئيس الكهنة يحمل أسماءهم على قلبه عند : دخوله إلى القداس للتذكار الدائم أمام الرب (خر 29: 5؛ 39: 8-21).
أما في العهد الجديد فيرتدي الكاهن الصَدرَة فوق التونية عند تتميم خدمة القداس الإلهي، ولكنه يرتديها هي فقط عند القيام بصلوات رفع بخور عشية وباكر وفي ممارسة بعض أسرار الكنيسة مثل المعمودية والميرون وممارسة سر الاعتراف كما يرتديها الكاهن الشريك عند مناولة الكأس إذا لم يكن مشتركًا في القداس.
3 – الطيلسانة(3): إحدى قطع ملابس الخدمة يرتديها الكاهن على رأسه أثناء صلوات القداس الإلهي، وهي بشكل طاقية مرتفعة نوعًا إلى أعلى ومزدانة بصليبين واحد من الأمام وواحد من الخلف وتنتهي بطرحة طويلة تتدلى على ظهر الكاهن حتى تصل إلى القدمين. ولا تعجبني الطيلسانة التي يرتديها بعض الكهنة بدون طرحة ويظل قفاهم مكشوفًا.
4 – البرنس(4): هو في الأصل رداء الأنبياء والملوك، وأصبح في الكنيسة المسيحية أحد الحلل الرئيسية التي يرتديها القس والأسقف والبطريرك أثناء خدمة القداس وبالأخص القداسات الاحتفالية.
والبرنس هو رداء طويل ومتسع وبلا أكمام، ومفتوح من الأمام من فوق إلى أسفل ويكون من الكتان أو الحرير المحلى بخيوط الذهب أو الفضة أو الصلبان المخيشة الجميلة. البرنس ومعه القصلة يخص البابا البطريرك والأساقفة أما القسوس فيلبسون البرنس بدون قصلة وذلك في القداسات الاحتفالية فقط مثل الأعياد السيدية الكبرى.
أما الراهب الكاهن فيكتفي بلبس التونية والقلنسوة فقط كنوع من النسك والزهد وعدم البهرجة.
التونية تكلمنا عنها، أما القلنسوة فهي غطاء للرأس يلبسه الراهب من القماش الأبيض عند خدمة القداس ومن القماش الأسود في حياته العادية. وتكون مزينة باثني عشر صليبًا تذكره بالاثني عشر فضيلة التي يجب أن يقتنيها في حياته الرهبانية.
← انظر كتب أخرى للمؤلف هنا في موقع الأنبا تكلا هيمانوت.
وكانت القلنسوة إحدى قطع ملابس الخدمة للكاهن في العهد القديم " قال الرب لموسى ولبني هارون (الكهنة) تصنع أقمصة وتصنع لهم مناطق وتصنع لهم : قلانس (جمع قلنسوة) للمجد والبهاء " (خر 28: 40).
كان الرهبان قبل ذلك وقبل لبس القلنسوة الحالية يلبسون عند التقديس شملة طويلة 5 أو 6 متر ولكنها بطلت الآن، ولا حاجة لها بعد لبس القلنسوة كزي رسمي، البيضاء لخدمة القداس والسوداء للحياة العادية.
ملابس الخدمة تكون كلها من القماش الأبيض للأسباب الآتية:
1 – اللون الأبيض لائق بخدمة الله اللابس النور كثوب (مز 104: 1)، وهو قدوس وطاهر ومتره عن كل شر لباسه أبيض كالثلج وشعره كالصوف النقي (دا 7: 9)، ولما تجلى على جبل تابور "أضاء وجهه كالشمس وصارت ثيابه بيضاء كالنور" (مت 17: 2).
2 – حين يظهر الملائكة للبشر يظهرون بشكل أبيض ناصع وجميل. ظهر ملاكان للنسوة عند القبر بعد قيامة الرب بلباس أبيض كالثلج (لو 24: 4)، ورأى يوحنا الأربعة وعشرين كاهنًا متسربلين بثياب بيضاء حول العرش الإلهي (رؤ 4: 4).
3 – رأى يوحنا المفديين في السماء واقفين أمام العرش متسربلين بثياب بيض وهم يخدمون الله نهارًا وليلًا (رؤ 7: 9).
4 – اللون الأبيض يرمز للطهارة والنقاوة والقداسة التي بدونها لن يرى أحد الرب والتي يجب أن يقتنيها الكاهن والشماس والشعب وكل من يريد التقدم للأسرار المقدسة.
5 – قال الجامعة " لتكن ثيابك كل حين بيضاء ولا يعوز رأسك الدهن" (جا 9: 8) أي لتكن سيرتك نقية وأفكارك طاهرة.
6 – الملابس البيضاء أحد وعود الله للغالبين " من يغلب فذلك سيلبس ثيابًا بيضًا ولن أمحو اسمه من سفر الحياة" (رؤ 3: 5)، عندك أسماء قليلة في ساردس لم ينجسوا ثيابهم فسيمشون معي في ثياب بيض لأنهم مستحقون (رؤ 3: 4).
7 – جاء في قوانين الكنيسة "والثياب التي يقدس فيها الكهنة فلتكن بيضاء تليق بهذه الخدمة الجليلة، وسيدنا لما تجلى كانت ثيابه بيضاء كالنور واللون الأبيض هو شكل الملائكة عندما يظهرون للناس".
_____
(1) معجم المصطلحات الكنسية جزء 1 للقس أثناسيوس المقاري ص 266.
(2) معجم المصطلحات الكنسية جزء 2 للقس أثناسيوس المقاري ص 260.
(3) المرجع السابق جزء 3 ص 40.
(4) المرجع السابق جزء 1 ص 178.
الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع
https://st-takla.org/books/anba-metaos/ritual-questions/18.html
تقصير الرابط:
tak.la/ha5p6r8