لقد اكتشفت مؤخرًا أمرًا في غاية الخطورة وهو أن بعض الروم الأرثوذكس الخلقيدونيين قد أعلنوا وكتبوا أن الله هو جوهره وطاقاته أي الأوسيا ousia والإنرجيا energia، وليس جوهره فقط. ويضيفون أنه بما أن طاقات الله هي الله فعندما نأخذ نحن النعمة فإننا نتحد بالله ونتأله. وبصريح العبارة يقولون إن الطاقة هي الله وذلك في كتاب نشر حديثًا وموجود بين أيدينا وضعه أحد رهبان جبل آثوس المعاصرين بعنوان "التأُّله هدف حياة الإنسان" حيث كتب:
"إن قدرات الله هي قدرات إلهية، إن هذه القدرات هي الله بدون أن تكون جوهره، إنها الله لذلك تؤله الإنسان".[1]
وكتب أيضًا:
"إن الله ليس وحسب جوهرًا كما يعلّم الغربيون، ولكن عنده أيضًا قدرة. فلو أن الله كان فقط جوهرًا لما استطعنا أن نتحد به أو أن تكون لنا به علاقة لأن جوهر الله مخيف ولا يمكن للإنسان أن يقترب إليه، بحسب (الخروج 33: 20)".[2]
هنا ونسأل عن الطاقة الممنوحة من الله:
أولًا: كيف انقسمت ألسنة النار التي حلّت على الرسل في يوم الخمسين؟ هل الله ينقسم؟
ثانيًا: هل الطاقات التي تمنح للخليقة وتصدر عن الجوهر الإلهي هي بإرادة الثالوث الأقدس أم بغير إرادته؟
← انظر كتب أخرى للمؤلف هنا في موقع الأنبا تكلا هيمانوت.
للرد نقول أن معلمنا بولس الرسول يقول:
"فَإِنِّي أَقُولُ بِالنِّعْمَةِ الْمُعْطَاةِ لِي لِكُلِّ مَنْ هُوَ بَيْنَكُمْ: أَنْ لاَ يَرْتَئِيَ فَوْقَ مَا يَنْبَغِي أَنْ يَرْتَئِيَ بَلْ يَرْتَئِيَ إِلَى التَّعَقُّلِ كَمَا قَسَمَ اللهُ لِكُلِّ وَاحِدٍ مِقْدَارًا مِنَ الإِيمَانِ.. وَلَكِنْ لَنَا مَوَاهِبُ مُخْتَلِفَةٌ بِحَسَبِ النِّعْمَةِ الْمُعْطَاةِ لَنَا: أَنُبُوَّةٌ فَبِالنِّسْبَةِ إِلَى الإِيمَانِ" (رو 12: 3، 6).
وَلَكِنْ لِكُلِّ وَاحِدٍ مِنَّا أُعْطِيَتِ النِّعْمَةُ حَسَبَ قِيَاسِ هِبَةِ الْمَسِيحِ" (أف 4: 7)
"وَلَكِنَّ هَذِهِ كُلَّهَا يَعْمَلُهَا الرُّوحُ الْوَاحِدُ بِعَيْنِهِ قَاسِمًا لِكُلِّ وَاحِدٍ بِمُفْرَدِهِ كَمَا يَشَاءُ" (1كو 12: 11).
_____
[1] الأرشمندريت جيورجيوس كابسانيس، رئيس دير غريغوريوس/جبل أثوس، "التألُّه هدف حياة الإنسان"، ترجمة الأب د. إبراهيم خليل دبور، الطبعة الثانية 2008، صفحة 37.
[2] نفس المرجع صفحة 35.
الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع
https://st-takla.org/books/anba-bishoy/theosis-energy-grace/ousia-energia.html
تقصير الرابط:
tak.la/rqxmx57